القصة والأدب

يا ترى أنت فين يا مرزوق ؟؟؟

جريدة الاضواء

يا ترى أنت فين يا مرزوق ؟؟؟
بقلم / عبده مرقص عبد الملاك سلامة
يا ترى انت فين يا مرزوق ؟ هذا السؤال الحائر على لسان أم شوق زوجة مرزوق .من هو مرزوق ؟
مرزوق العتقى هو بطل الأوبريت الإذاعى ( قسم و ارزاق) والأوبريت الإذاعى هو تمثيلية غنائية الهدف منها هو غرس القيم و الأخلاق و قد كان شائعاً فى ستينات القرن الماضى .
و يصور لنا الأوبريت حياة مرزوق العتقى الإسكافى وزوجته أم شوق و اطفاله الذين كانوا يعانون شظف العيش و مشقة الحياة وبالرغم من ذلك فإنهم يتمتعون بالرضا و البساطة ،و كانوا يتغلبون على هموم الحياة بالغناء و المرح مما أثار حفيظة جارهم الخياط الذى يكسب فى اليوم الواحد أضعاف ما يكسبه مرزوق فى شهور و شبت نار الحقد فى قلبه لأنه يشعر بالسعادة التى يعيشها مرزوق و أسرته ،فأضمر فى نفسه أن يتخلص من مرزوق الذى تصادف أن زوجته اعطته السلطانية ليشترى فيها كنافة ، مرة فى العمر من نفسهم ،فخرج مرزوق حائراً و بينما هو يسيرعلى شاطئ البحر لمح سفينة تبحر فطلب من طاقمها أن يأخذونه معهم فوفقوا و أثناء إبحار السفينة تعرضت لعاصفة فغرقت و نجا مرزوق بإعجوبة ، و لكنه كان مصاب بالإغماء و لما أسترد وعيه وجد نفسه فى جزيرة و حوله مجموعة من الحراس الذين قبضوا عليه و إقتادوه لملك الجزيرة الذى سأله إذا كان عدواً و لا صديقاً ،فأجابه مرزوق بإنه صديق و قدم السلطانية هدية له ،ففرح بها الملك و وضعها على رأسه و أطلق عليها تاج الجزيرة ،و لذا فهو أستضاف مرزوق و بعد مدة من الزمن شكر للملك حسن الضيافة و أبدى رغبته فى الرحيل لزيارة اهله فودعه وداع الأصدقاء و حمله بالهدايا و المجوهرات .
و عاد مرزوق لأهله و لكن جاره الترزى شبت فى صدره نار الغيرة و الحقد عندما علم بحالة مرزوق . ذهب لزيارة مرزوق الذى حكى له و لاصدقائه قصة الرحلة .
فخطرت على بال الترزى فكرة أن يبيع كل ما يملك و يرحل الى الجزيرة بهدايا ثمينة حتى يحظى بأكثر مما حصل عليه مرزوق.
وفعلاً قام الترزى بزيارة الجزيرة و أستقبله الملك بترحاب و شكره على هداياه و جلس يفكر فى أن يرد له هدايا أنفس و أثمن من هداياه……..فلم يجد أغلى و لا أقيم من تاج الجزيرة (سلطانية عم مرزوق المثقوبة )
و هذا ما يحصل عليه المعلم المحال للمعاش حال رفع قضية للحصول على رصيده من الأجازات ،إذ أن القضية تظل سنوات حتى يتم الفصل فيها ، هذا إذا مد الله فى عمر المعلم و قد يموت من الحسرة عند صدور الحكم بأحقيته فى السلطانية التى يتقاسمها معه المحامى
و فى حالة عدم رفع قضية فإنه يقدم للإدارة إقراراً موثقاً فى الشهر العقارى بإنه حصل على مستحقاته ولم و لن يرفع أى نوع من القضايا بهذا الخصوص و هنا هو يلعب دور الجمل فى القصة المعروفة ب ( كلنى يا مولاى ) و التى ذكرتها فى مقال بعنوان ( لم و لن و حسن النية )
و التى تحكى عن جمل حصل على الأمان من الأسد أن يعيش فى الغابة دون أن يتعرض له باقى الحيوانات ،و ذات مرة مرض الأسد و عجز عن الصيد و تضرر من مرضه أصدقاؤه ( ذئب و ثعلب و غراب ) الذين كانوا يتغذون على بقايا فرائسه،ففكروا فى حيلة تجعل الأسد يتنصل من وعده ،فقاموا بزيارة الأسد و معهم الجمل وعرض كل واحد منهم أن يضحى بنفسه ليأكله الأسد حتى يعيش ملك الغابة،و عندما عرض الغراب التضحية بنفسه قوبل كلامه بسخرية إذ إنه لا يصلح كوجبة للأسد فكله ريش و ليس به لحم ،و كذلك الثعلب فإن لحمه يسبب المرض و الذئب ،لحمه تعافه الكلاب و لكن لما عرض الجمل التضحية بنفسه قوبل عرضه بالقبول من الجميع إذ إن لحم الجمل يعد دواء الملوك فأومأ الأسد بالموافقة و لم يتوان الأصدقاء فى الوثب عليه و نهش لحمه
فهل هناك من يتخيل ما يحدث للمعلم المحال للمعاش بعد أن أفنى زهرة شبابه و تفانى فى أداء رسالته أنه ينال جزاء سنمار .
لك الله ،أخى المعلم و جزاك خير الجزاء فى الدنيا و الآخرة
تحياتى
عبده مرقص عبد الملاك سلامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى