مقال

الدكروري يكتب عن عبد الله في موقعة صفين

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن عبد الله في موقعة صفين
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن الصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وقد شهد عبد الله بن عمرو بن العاص وقعة صفين في جيش معاوية بن أبي سفيان، ضد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان على الميمنة، وبعد أن أمره أبوه بالمشاركة، إلا أنه لم يشارك في القتال يومها، وندم بعد ذلك على المشاركة، وأما عن موقعة صفين فهي المعركة التي وقعت بين جيش علي بن أبي طالب، وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة سبعه وثلاثين من الهجره، بعد موقعة الجمل بسنة تقريبا، وكانت على الحدود السورية العراقية والتي انتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان من سنة سبع وثلاثين للهجرة.

عندما استلم علي بن أبي طالب رضى الله عنه الحكم، وقد امتنع معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام عن مبايعته خليفة للمسلمين حتى يقتص من قتلة عثمان، فأرسل علي بن أبي طالب، جرير بن عبد الله البجلي إلى معاوية يدعوه للمبايعة، وعندما قدم جرير إلى الشام، استشار معاوية عمرو بن أبي العاص، فأشار إليه بجمع أهل الشام والخروج نحو العراق للمطالبة بالقصاص من قتلة عثمان، وقد اضطربت الروايات حول زمن ومكان وفاة عبد الله بن عمرو، فقيل توفي سنة ثلاثه وستين من الهجره، وقيل سنة خمسه وستين بمصر، وقيل سنة تسعه وستين بمصر، ودفن في داره بها، وقيل سنة سبعه وستين بمكة، وقيل توفي سنة سبعه وخمسين بالطائف، وكان عمره اثنين وسبعين سنة، وقيل اثنين وتسعين سنة.

وقيل بالشام سنة خمسه وستين وهو يومئذ ابن اثنين وسبعين سنة، وقد روى أحمد عن عبدالله بن عمرو، قال ” زوجني أبي امرأة من قريش، فلما دخلت عليّ جعلت لا أنحاش لها مما بي من القوة على العبادة من الصوم والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كنته حتى دخل عليها، فقال لها كيف وجدت بعلك، قالت خير الرجال أو كخير البعولة، من رجل لم يفتش لنا كنفا والكنف هو الجانب، وهى أرادت أنه لم يقربها، ولم يعرف لنا فراشا، فأقبل عليّ فعذمني وعضّني بلسانه، فقال أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب فعضلتها، وفعلت وفعلت، ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فشكاني، فأرسل إليّ النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته، فقال لي ” أتصوم النهار؟ ” قلت نعم، قال ” وتقوم الليل؟ ” قلت نعم.

قال ” لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأمس النساء، فمن رغب عن سُنتي فليس مني” رواه أحمد، وقد قال مجاهد وكان عبدالله بن عمرو حين ضعف وكبر يصوم الأيام كذلك، يصل بعضها إلى بعض، ليتقوى بذلك، ثم يفطر بعد ذلك الأيام، قال وكان يقرأ من أحزابه كذلك، يزيد أحيانا، وينقص أحيانا غير أنه يوفي به العدة، إما في سبع، وإما في ثلاث، ثم كان يقول بعد ذلك ” لأن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليّ مما عدل به أو عدل، لكني فارقته على أمر أكره أن أخالفه إلى غيره “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى