غير مصنف

المحن والابتلاءات فرصة لمراجعة النفس

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة عن غزوة أحد الكثير والكثير، وإن من رحمة الله سبحانه وتعالي بعباده، أن جعل المحن والابتلاءات فرصة لمراجعة النفس ومحاسبة النفس وتجديد العهد مع الله سبحانه، فالبلاء لا يحلّ على العبد إلا بحكمة من الله سبحانه، وفي غزوة أحد كان جيش المسلمين بقيادة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، أما قبيلة قريش فكانت بقيادة أبي سفيان بن حرب وغزوة أحد هي ثاني غزوة كبيرة يخوضها المسلمون، حيث حصلت بعد عام واحد من غزوة بدر وسميت الغزوة بهذا الاسم نسبة إلى جبل أحد بالقرب من المدينة المنورة، الذي وقعت الغزوة في أحد السفوح الجنوبية له، وكان السبب الرئيسي للغزوة هو رغبة قريش في الانتقام من المسلمين.

بعد أن ألحقوا بها الهزيمة في غزوة بدر، ومن أجل استعادة مكانتها بين القبائل العربية التي تضررت بعد غزوة بدر، فقامت بجمع حلفائها لمهاجمة المسلمين في المدينة المنورة، وكان عدد المقاتلين من قريش وحلفائها حوالي ثلاثة آلاف، في حين كان عدد المقاتلين المسلمين حوالي ألف، وانسحب منهم حوالي ثلاثمئة، ليصبح عددهم سبعمئة مقاتل، وقتل سبعون من المسلمين في الغزوة، في حين قتل اثنان وعشرون من قريش وحلفائها، ويعتقد المسلمون أن نتيجة غزوة أحد هي تعلم وجوب طاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واليقظة والاستعداد، وأن الله أراد أن يمتحن قلوب المؤمنين ويكشف المنافقين كي يحذر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، منهم، وكان من نتائج غزوة بدر ازدياد قوة المسلمين.

وتهديدهم لطريق قريش التجارى إلى بلاد الشام، بل وشكلوا تهديدا لنفوذها في منطقة الحجاز بأسرها، لأن اقتصاد قريش قائم على رحلتي الشتاء والصيف، وإن تم قطع أحد الطرق فذلك يلحق ضررا بالآخر، لأن تجارتهم في بلاد الشام قائمة على سلع اليمن، وتجارتهم في اليمن قائمة كذلك على سلع بلاد الشام، فأرادت قريش أن تهاجم المسلمين لتقضي عليهم قبل أن يصبحوا قوة تهدد كيانهم، فذهب كل من صفوان بن أمية، وعبد الله بن ربيعة، وعكرمة بن أبي جهل إلى أبي سفيان ليطلبوا منه مال قافلته كي يستطيعوا تجهيز الجيش لمهاجمة المسلمين، حيث كان مقدار ربح القافلة حوالي خمسين ألف دينار، فوافق أبو سفيان، وبعثت قريش مندوبين إلى القبائل لتحريضهم على القتال.

وفتحت باب التطوع للرجال من قبائل الأحباش وكنانة وأهل تهامة، فجمعت قريش ثلاثة آلاف مقاتل مع أسلحة وسبعمائة درع، وكان معهم أيضا ثلاثة آلاف من البعير ومائتى فَرس وخمسة عشر ناقة ركبت عليهن خمسة عشر امرأة لتشجيع المقاتلين، وتذكيرهم بما حدث في غزوة بدر، ودعمهم في حال الحاجة وكانت القيادة العامة للجيش بيد أبي سفيان، في حين كان خالد بن الوليد قائد الفرسان بمعاونة عكرمة بن أبي جهل، أما قيادة اللواء فكانت لبني عبد الدار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى