غير مصنف

القانون الغربي لا يحمى دول منتجة للبترول رغم أنها ليست مغفلة

جريدة الأضواء

بقلم . .  لزهر دخان

في بعض دول العالم المنتج للطاقة كالنفط والغاز تهب عواصف مختلفة الطبيعة والطبائع ، موحدة العصف والصنائع . ومن الدول المتضررة بسبب نقمة النفط والغاز نذكر ليبيا والعراق وفنزولا ونيجريا، وأقطار أخرى منها روسيا وكذلك الجزائر سابقاً وربما لا سمح الله مُستقبلاً . (الجزائر أعلنت مؤخراً عن إكتشافات كبيرة في مجالي النفط والغاز تجعل منها ثاني منتج في العالم )
يعرف القاصي والداني أن عالم الخليج العربي ينتج النفط والغاز هو أيضاً. ولكنه ليس غارقاً في الأزمات ، ولا يمكننا أن نقول أن نفط الخليج وغازه نقمة . إذا إن نعمة إنتاج الطاقة يمكن أن تكون أمنة مستدامة إذا لم يكن المنتج معادياً للمستهلك . بالطبع ليس جميع من يستهلك وإنما نقصد المستهلكين الغربيين. الذين أثبتوا لسنوات طويلة أنهم لا يعارضون أن تكون في العالم إقتصادات كبيرة بشرط أن تكون صغيرة القوة مقابل قوتهم الإقتصادية.
كتبت سطور ما قدمت به لمقالتي لآني وجدت في كتابة الكاتب سيرغي مانوكوف في مقاله على “إكسبرت رو” حول دعوة وزيري الطاقة، القطري والسعودي، الأوروبيين إلى رفع الطماشات عن عيونهم لرؤية المخاطر التي تنتظرهم. وجدت رائحة خطاب تحقيري يخاطب به المنتج الخليجي المستهلك الغربي . ولا يخفى على أحد أمر التحالف الطاقوي الإنتاجي بين روسيا ودول منتجة أخرى منها أعضاء أوبك. لذا يفهم من يسمع هكذا خطاب من العرب النفطيين أنهم يهددون الغرب من حين لأخر بالعلاقة القائمة بينهم وبين روسيا. بعدما فشلت تهديدات أمريكا لهم ولم تتمكن من نزع أيديهم من اليد الروسية ،صاحبة الأمانة والرد بالمثل فقط على الخيانة . فروسيا بلد عبقري السياسة الخارجية، لآنه يُبقي العصاة أحياء أقوياء ولا يألمهم إلا بالمثل .أما الولايات المتحدة والغرب فيكفك أن تعرف أن عدد عقوباتهم على روسيا وحدها قد فاق 11ألف عقوبة . خلال حوالي 9 أعوام من التكتيك لأجل أوكرانيا . ولك أن تسأل إذا كانت11ألف عقوبة تدمر الحليف الأوكراني نهائيا ، بأي عقوبات ستدمر روسيا التي إعترف لها صندوق النقد الدولي في الأسبوع الماضي بأنها قد عادت لتحتل المركز الثامن عالمياً ضمن قائمة الدول الأكثر نمواً إقتصاديا. حسب ناتجها المحلي الوافر عام2022م
ليست لي كلمة لصالح روسيا ضد أمريكا تفرق بينهما في مجال أو أخر، فكلاهما هيمن في العالم بالخطأ. مع العلم أنهما يستطيعان الهيمنة بالصواب ،لآنهما يملكان القوة الكافية لنشر السلام والعدل .
في مقالة السيد سيرغي مانوكوف وجد الإعلام الروسي ما يعيد نشره ليستخدمه ضد الغرب . فنشرت روسيا اليوم الناطقة بالعربية في صفحتها صحافة وأراء تظهر مجددا الخلاف الخليجي الغربي حول الغاز . وقد كان وزير للطاقة القطري سعد الكعبي قال في كلمة بمنتدى الدوحة الإقتصادي من أن التنفيذ الصارم للتحول “الأخضر” قد يحرم قطاع الغاز من الإستثمارات اللازمة للعمل الطبيعي. وحذر أيضاً من أنه سيؤدي إلى حدوث أزمة طاقة جديدة، يمكن أن تنتشر لتشمل الكوكب بأسره، كما حدث في العام الماضي. وبما أن الوزير القطري قال* سيؤدي* ولم يقل* قد يؤدي * يمكننا أن نفهم أنه جد متخوفاً من الحل الغربي .الذي سيغرق بلاده وجيرانها الخليجيين في الأزمات. التي تجعل الخليج ينتمي إلى بلدان لا يسمح لها بتطوير إقتصادها معتمدة على نفط وغاز لا يخذعان للهيمنة الدولية تحت سلطة القانون الغربي . الذي إذا حمى مغفلاً فلا بد أن يكون هذا المغفل من خارج الدول المنتجة .
نفس الخطر سيلحق بالسعودية وهذا ما جعلها تتحدث خائفة على لسان وزير الطاقة عبد العزيز بن سلمان .الذي إتهم السياسيين الأوروبيين بوضع الطماشات . وأنهم لا يرون عدم قابلية تحقيق الحلم المتمثل في الإعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بدل النفط والغاز بسرعة.
قبل أن أكمل تحليل كلام وزراء الطاقة في الخليج أشير إلى أني لم أسلم يوماً لفكرة ضعف الغرب أمام البترول والغاز . ولا أعتقد أن دول الغرب إذا سعت جاهدة لإجاد بديل النفط والغاز سوف لا تنجح بسرعة وبكفائة . إذاً هم راضون على أوضاعهم كمستهلكين ، سيما في ظل نجاحهم في تدمير ملاك النفط الخارجين على سيطرتهم.
تجدر الإشارة إلى أن دولة قطر هي المورد الرئيس للغاز إلى أوروبا. ومنذ شهر نوفمبر 2022 م تم توقيع أول عقد طويل الأجل مع زبونتها ألمانيا لتزويدها بالغاز الطبيعي المسال. وبموجب الإتفاق ستبدأ إعتبارًا من العام 2026، شركة قطر للطاقة تزويد أكبر سوق للغاز في أوروبا بمليوني طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا. من خلال شركة كونوكو فيليبس.وتستمر في ذلك مدة 15 عامًا.
حسابياً سيبدأ الغرب تطوير نفسه على حساب الدول التي لم تتمكن العقوبات والقوانين الغربية من السيطرة عليها . وهم حلفاء روسيا في أوبك وشركائها في فرض أسعار باهضة لسلعهم في إطار سوق الطاقة الخاذعة لقوانين العرض والطلب . وهذا ما لم يفهمه المنتج ظناً منه أن الغرب لا يستطيع إجاد البديل وبسرعة . وهذا سيحدث عاجلاً لا أجلاً. بدليل تجاوز الغرب لعدد من العقود الأخرى طويلة الأجل لتوريده بالغاز الطبيعي المسال. وقد بدأ الإنفاق بسخاء كحل للإستغناء على مجموعة دول من الخليج. وتتعهد برلين بمليارات اليوروهات . من أجل التحول الأخضر.
كما نشرت الفضائية الروسية نقلا عن موقع “Oil Price” الذي تعمق بدوره في خطاب الكعبي المشدّد على أن قطر “مشغولة للغاية” الآن. وأن هناك طابورًا طويلًا ممن يريدون المشاركة في المشروع الطموح لزيادة الإنتاج في حقل الغاز الشمالي. ولهذا تدرس الدوحة مسألة زيادة إنتاج الغاز إلى أكثر من 126 مليون طن سنويًا.
وعلى الرغم من أن كل أوروبا إهتزت وأفلست بسبب أزمة الطاقة التي فرضتها الأزمة الأوكرانية .وتوقف المدد الروسي من الغاز الرخيص وغير الرخيص . يجد الوزير القطري نفسه على الرغم من هذه الحقيقة قادراً على طمأنة أوروبا الخطأ . ويهنأها بدفئ شتاء كانت فيه بردانة جداً . فإختتم ((وزير الطاقة القطري كلمته في المنتدى الاقتصادي بتذكير الأوروبيين بأنهم تمكنوا من اجتياز شتاء 2022-2023 بلا هزات فقط بفضل الطقس الدافئ. وقد يكون الشتاء القادم باردًا. لذلك، فـ “الأسوأ لم يأت بعد”. والكعبي يعني بـ “الأسوأ” نقص الغاز والنفط.))

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى