القصة والأدب

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب الأربعون النووية

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب الأربعون النووية

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب الأربعون النووية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن الإمام النووي، وهو أحد أبرز علماء الإسلام وفقهاء الشافعية، وهو صاحب أشهر ثلاثة كتب لا يكاد بيت مسلم يخلو منها، وهي الأربعون النووية، والأذكار، ورياض الصالحين، ومن أهم صفاته الزهد والورع، فيروى أنه سُئل لماذا لم تتزوج؟ فقال نسيت وذلك لاشتغاله العظيم بتحصيل العلم ونشره، وفي حياة الإمام النووي أمثلة كثيرة تدل على ورع شديد، فكان لا يقبل من أحد هدية ولا عطية، وكان لا يقبل إلا من والديه وأقاربه، فكانت أمه ترسل إليه القميص ونحوه ليلبسه، وكان أبوه يرسل إليه ما يأكله، وكان ينام في غرفته التي سكن فيها يوم نزل دمشق في المدرسة الرواحية، ولم يكن يبتغي وراء ذلك شيئا وكان الإمام النووي لا يأكل في اليوم والليلة.

 

إلا أكلة واحدة بعد العشاء الآخرة، ولا يشرب إلا شربة واحدة عند السحر، وكان لا يشرب الماء البارد، وكان النووي لا يضيع وقتا في ليل أو نهار إلا في الاشتغال بالعلم، حتى في ذهابه في الطريق ومجيئه كان يشتغل في تكرار أو مطالعة، وبقي على التحصيل على هذا الوجه نحو ست سنين ثم اشتغل بالتصنيف والمناصحة للمسلمين وولاتهم، مع ما هو عليه من المجاهدة لنفسه، والعمل بدقائق الفقه والاجتهاد على الخروج من خلاف العلماء، وكان بعيد المراقبة لأعمال القلوب وتصفيتها من السوء، يحاسب نفسه على الخطرة بعد الخطرة، وكان مُحققا في علمه وفنونه، مدققا حافظا لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم عارفا بأنواعه كلها، وكان مُحققا في علمه وفنونه، مدققا حافظا لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم.

 

عارفا بأنواعه كلها، من صحيحه وسقيمه وغريب ألفاظه وصحيح معانيه واستنباط فقهه، كما صرف أوقاته كلها في أنواع العلم والعمل، فبعضها للتصنيف، وبعضها للتعليم، وبعضها للصلاة، وبعضها للتلاوة، وبعضها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان سريع الحفظ، وقد حفظ عدة كتب في فترة وجيزة، فنال إعجاب وحب أستاذه أبي إبراهيم إسحاق بن أحمد المغربي، فجعله مُعيد الدرس في حلقته، ثم درّس بدار الحديث الأشرفية، وغيرها، وقد حدّث تلميذه علاء الدين بن العطار على لسان النووي عن فترة التحصيل والطلب، أنه كان يقرأ كل يوم اثني عشر درسا على المشايخ شرحا وتصحيحا، درسين في الوسيط، وثالثا في المهذب، ودرسا في الجمع بين الصحيحين، وخامسا في صحيح مسلم.

 

ودرسا في اللمع لابن جني في النحو، ودرسا في إصلاح المنطق لابن السكيت في اللغة، ودرسا في الصرف، ودرسا في أصول الفقه، ودرسا في أسماء الرجال، ودرسا في أصول الدين، وكان يكتب جميع ما يتعلق بهذه الدروس من شرح مشكل وإيضاح عبارة وضبط لغة، وسمع منه خلق كثير من الفقهاء، وسار علمه وفتاويه في الآفاق، وانتفع الناس في سائر البلاد الإسلامية بتصانيفه، وأكبوا على تحصيل مؤلفاته، وسمع الإمام النووي من أبا الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر، ومحمد بن أحمد المقدسي، وهو أجل شيوخه، وأبا إسماعيل بن أبي إسحاق إبراهيم بن أبي اليسر، وأبا العباس أحمد بن عبد الدائم، وأبا البقاء خالد النابلسي، وأبا محمد عبد العزيز بن عبد الله محمد بن عبد المحسن الأنصاري.

 

والضياء بن تمام الحيصي، والحافظ أبا الفضل محمد بن محمد البكري، وأبا الفضائل عبد الكريم بن عبد الصمد خطيب دمشق، وأبا محمد عبد الرحمن بن سالم بن يحيى الأنباري، وأبا زكريا يحيى بن الفتح الصيرفي الحراني، وأبا إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فاضل الواسطي، وغيرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى