القصة والأدب

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب السنن الكبري

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب السنن الكبري

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب السنن الكبري

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن الإمام النسائى وهو الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي، وهو صاحب كتاب السنن الكبري وقيل عنه أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما، وكان له أربع زوجات وسُرّيتان، ويقال أنه كان كثير الجماع، حسن الوجه، مشرق اللون، وقالوا وكان يقسم للإماء كما يقسم للحرائر، وقد قيل عنه إنه كان يُنسب إليه شيء من التشيع، وقالوا ودخل إلى دمشق فسأله أهلها أن يحدثهم بشيء من فضائل معاوية، فقال أما يكفي معاوية أن يذهب رأسا برأس حتى يُروى له فضائل؟ فقاموا إليه فجعلوا يطعنون في حضنيه والحضن هو ما دون الإبط إلى الكشح، حتى أخرج من المسجد الجامع، فسار من عندهم إلى مكة فمات بها.

 

وكان الإمام النسائي من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التأليف، رحل في طلب العلم إلى خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام والثغور، ثم استوطن مصر ورحل الحُفاظ إليه، ولم يبقي له نظير في هذا الشأن، وقد حدّث عنه أبو بشر الدولابي، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو علي النيسابوري، وغيرهم كثير، وقد اشتهر النسائي بشدة تحريه في الحديث والرجال، وأن شرطه في التوثيق شديد، وقد سار في كتابه المُجتبى، على طريقة دقيقة تجمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتب الأحاديث على الأبواب، ووضع لها عناوين تبلغ أحيانا منزلة بعيدة من الدقة، وجمع أسانيد الحديث الواحد في موطن واحد، وقد جمع النسائي في كتابه أحاديث الأحكام، وقسمه إلى كتب.

 

وعدد كتبه ثمانية وخمسين كتابا، وقسم كل كتاب إلى أبواب، ولم يفعل فعل أبي داود والترمذي في الكلام على بعض الأحاديث بالتضعيف، كما لم يتكلم على شيء من رجال الحديث بالجرح والتعديل ولم ينقل شيئا من مذاهب فقهاء الأمصار، والسبب الذي دعا أبا داود والترمذي والنسائي إلى أن يذكروا في كتبهم أحاديث معللة هو احتجاج بعض أهل العلم والفقه بها، فيوردونها ويبينون سقمها لتزول الشبهة، وقد اشتهر النسائي بشدة تحريه في الحديث والرجال، وأن شرطه في التوثيق شديد، وقال ابن كثير فى البداية والنهاية أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن النسائي، صاحب السنن، الإمام في عصره، والمقدم على أضرابه وأشكاله وفضلاء دهره، رحل إلى الآفاق.

 

واشتغل بسماع الحديث، والاجتماع بالأئمة الحذاق، وقال الإمام الذهبي هو أحفظ من مسلم، وقال الحافظ ابن طاهر سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه، فقلت قد ضعّفه النسائي، فقال يا بني، إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم، قلت صدق، فإنه ليّن جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم” وقال الحاكم كلام النسائي على فقه الحديث كثير، ومن نظر في سننه تحير في حسن كلامه” وقال ابن الأثير في أول جامع الأصول كان شافعيا، له مناسك على مذهب الشافعي، وكان ورعا متحريا، وقد خرج من مصر في شهر ذي القعدة من سنة اثنين وثلاث مائة، وتوفي شهيدا بمدينة القدس على يد جماعة من الشباب الذين تنازعوا معه على كتابة كتاب باسم العباس.

 

وذلك في يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من شهر صفر، سنة ثلاث وثلاثة مائة من الهجرة، وقد اختلف في مكان وزمان وفاته، فقيل توفي بمكة سنة ثلاث وثلاثة مائة، وقيل توفى بفلسطين سنة اثنتين وثلاثة مائة من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى