نخبوية المثقف .. لمصلحة من ؟؟
بقلم – سحر الزارعي
كمثقف ماهي أهدافك تجاه المجتمع؟ لا يمكنك الجمع بين الاستعلاء الثقافي والفائدة الثقافية! أيهما تختار؟
نخبوية المثقف .. لمصلحة من؟
للمثقفين كغيرهم من الفنانين ومن المبدعين المتفاعلين مع المجتمع على الأصعدة الإنسانية والفكرية وغيرها، كامل الحرية في اختيار وابتكار إنتاجاتهم بحسب مناسبتها وغرضها وبواعثها، وكافة الظروف المحيطة بمسببات الإلهام البشري والتي تختلف من شخصٍ لآخر. بيد أن الجمهور هو الحلقة الأقوى والأهم في هذه المفارقة، فالمثقف ينعم بالحرية لكنه يطلب القبول الاجتماعي والحصول على أدوات التأثير المجتمعي كي يشعر بقيمته وبانعكاسات فكره الإيجابية على الجمهور.
لكن ماذا عن أولئك الممتلكين لأدواتٍ بلاغيةٍ وفكريةٍ متفوقة على المستوى الاجتماعي السائد، والذين ينتهجون من خلالها منهج الاعتلاء والتعالي على العرف الفكري ومتوسط التناول الثقافي بين أفراد المجتمع؟ يهدفون لتسجيل أسمائهم على لوحة الصفوة النخبوية المرتفعة عالياً في السماء لدرجة يصعب معها رؤية الأرض بوضوح!
كمثقف ماهو المنظور الذي أعتمده لإرساء العلاقة مع المجتمع، هل هو التنظير والتأسيس لفكرة العلو وصولاً للابتعاد عن مساحات الفهم والتلقي وبالتالي الاستفادة! ونضع عشرة خطوط تحت كلمة “الاستفادة”! فطالما أنك مثقف نخبوي تنتمي لآفاق فكرية وفنية عليا وتعتنق لغتها وأسلوبها وتتعامل به مع صفوة المثقفين فقط! إذن ما هي القيمة التي تقدّمها للمجتمع؟ كيف ستصل “الفائدة” للجمهور الملتقي لطرحك غير المفهوم بالنسبة له؟
يجب علينا تصحيح المعايير وتوضيح المسالك وتأطير الأهداف العامة كيلا نبتعد عن مربط الفرس في سلوكنا الثقافي.
