وقاية النفس والأهل من النار

الدكروري يكتب عن وقاية النفس والأهل من النار
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 15 فبراير 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، إن وقاية النفس والأهل من نار جهنم تكون بتعلم أمور الدين وتعليم الأهل ذلك، فإن من لم يتعلم علم الدين يتخبط في الجهل ولا يعرف الحلال والحرام فيقع فيما لا يرضي الله تبارك وتعالى، وقد يقع في الكفر والعياذ بالله فيسخط الله عليه ويكون مآله في الآخرة إن مات على الكفر أن يدخل النار خالدا فيها لا تلحقه شفاعة شافع وليس له نصير ولا يرحمه الله وما ذاك إلا لأنه أهمل تعلم علم الدين من أهل المعرفة الصادقين.

فمن هنا كان دور الأهل في تنشئة أولادهم تنشئة إسلامية صحيحة، فحرصك على أمور معيشتهم في الدنيا ليس أولى من حرصك على ما ينفعهم في الآخرة، فالأولى أن تتابعهم وأن تحثهم على ما ينفعهم في الآخرة، ولا شك إخوة الإيمان أن من علماء أهل السنّة والجماعة من ألّف وكتب الدرر عن تربية الأولاد وعما يجب على ولي الصبي والصبية كأمرهما بالصلاة وهم أبناء سبع، وتعليمهما يجب كذا ويحرم كذا، كحرمة السرقة والزنا واللواط، فقد قال عليه الصلاة والسلام ” مروا أولادَكم بالصلاة وهم أبناء سبع” رواه أبو داود، وقال الحافظ الفقيه ابن الجوزي في كتابه” حفظ العِلم” إن الولد إن صار مميزا فإن أول ما يعلم شىء في العقيدة ثم شىء في الطهارة ثم شىء من القرءان” واعلموا يرحمكم الله إن الأولاد نعمة عظيمة.

ومنحة جليلة هم زينة الحاضر وأمل المستقبل هم حبات القلوب وفلذات الأكباد وقرة العيون سماهم الله زينة، يملئون البيوت بهجة وسرورا وينشرون السعادة ما داموا يتراكضون ويلعبون سمتهم البراءة لا يحسبون للأشياء حسابها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل قمنا بما أوجب الله علينا تجاههم، هل أدينا الأمانة هل قمنا بواجب الرعاية، وتعالوا معي ننطر لواقع الحال، ألسنا نهتم بمظاهرهم من الأكل والشرب والملبس ونغفل عما يبني عقولهم ويغذي أرواحهم، ألسنا نضن عليهم بالوقت فلا يكاد الأبوان يجلسان مع الأولاد إلا قليلا، إن مصاعب الحياة ومطالبها شغلت الكثيرين عن أولادهم فأسلموهم للخادمات والمربيات فنتج عن ذلك أمور خطيرة ألسنا نناقش الأطفال ونعاتبهم أحيانا وكأنهم كبار يدركون آثار ما يفعلون.

وهم لا يعون ذلك أبدا وقد تكون ثمرة هذا النقاش والمحاسبة تكرر وقوع الخطأ منهم مرات عديدة، فيا أيها الآباء والأمهات عودوا أطفالكم الخير وعلموهم الفضيلة وربوهم على الخلق الحسن فيقول ابن مسعود رضي الله عنه “حافظوا على أولادكم في الصلاة وعلموهم الخير ، فإنما الخير عادة” رواه البيهقي، ولعل من أول وأهم ما نعتني به تعليمهم كتاب الله وهم صغار ليكون أول ما يسبق إلى قلوبهم وعقولهم قبل حلول الأهواء وحدوث المعاصي فما داموا صغارا فإنه ينقش في عقولهم ولا ينسونه مهما كانت المؤثرات ولذا قيل العلم في الصغر كالنقش في الحجر، وقال ابن عباس رضي الله عنهما “اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله ومروا أولادكم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي فذالكم وقايتهم من النار”

زر الذهاب إلى الأعلى