مقال

نفحات إيمانية ومع فى بيوت أذن الله أن ترفع “الجزء الرابع “

نفحات إيمانية ومع فى بيوت أذن الله أن ترفع “الجزء الرابع ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع فى بيوت أذن الله أن ترفع، والنبي صلى الله عليه وسلم يهتم لأمر امرأة من النساء الفقيرات، هل تعلمون ما هو الأمر الذي تقوم به؟ إنها كانت تنظف المسجد، وهذا عمل تتقرب به إلى الله، وهذه المرأة ماتت، هل سيفتقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ نعم لقد افتقدها وسأل عنها وذهب إلى قبرها ودعى لها بالرحمه والمغفرة، فتأملتم كيف عظم النبي صلى الله عليه وسلم من شأنها، فهي كانت تنظف بيت الله، فالمساجد أمرها عظيم جليل، ونبينا صلى الله عليه وسلم يحث على بناء المساجد ولو كان البناء صغيرا، كمفحص قطاة هو موضعها الذي تجثم فيه وتبيض، لأنها تفحص عنه التراب، وقيل مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.

 

وحسان ينشد في المسجد فانتهره، فقال حسان لعمر، قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك يعني بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت عمر بن الخطاب إلى أبي هريرة رضى الله عنه كالمستشهد، فقال أبو هريرة نعم، والرسول صلى الله عليه وسلم فضل بناء المساجد، فقد أعلن أن من بنى مسجدا لله بنى له الله عز وجل بيتا في الجنة، ولو كان هذا المسجد في الدنيا، مثل مفحص قطاة، والقطاة طائر معروف، ولذلك يقول الأول أسرب القطا هل من يعير جناحه لعلي إلى من قد هويت أطير، فيقول عليه الصلاة والسلام “من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة، بنى له الله بيتا في الجنة ” وفي رواية يقول صلى الله عليه وسلم ” قصرا في الجنة”

 

ويقول الله عز وجل ” إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر” ولكن المشرك، والرعديد، والفاجر، لا يعمرون المسـاجد، فسبحانه وتعالى القائل ” ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله ” أى ما لهم وللمساجد، فالمساجد لا يعمرها إلا كل مخلص بالذكر والعبادة والإيمان والحب والطموح، والرسول عليه الصلاة والسلام نهى أن توضع المساجد على المقابر، أو المقابر في المساجد، لماذا؟ لأن المساجد أقيمت للتوحيد، وللتأصيل، والتوحيد نقي من الخرافة والتخلف والرجعية، والخرافيون يجمعون بين القبر والمسجد، والمسجد والقبر، وهو في سكرات الموت يقول عليه الصلاة والسلام في الصحيحين “لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد”

 

فالمسجد ليس بقبر، بل هو حياة وإشراق، والقبر موت ومحاسبة، إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، لذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة إلى القبور, والجلوس عليها، وإن بعض المساجد شهدت الخصام والنزاع على أمور الدنيا، وإن بعض المساجد حُولت إلى مكاتب عقار للبيع والشراء وللمقاولات وللمؤسسات، وإن بعض المساجد أصبحت كأنها شقق يعرض فيها المشاكل والغيبة والنميمة، وهذه مخالفة لمنهج الإسلام في المسجد، فالمسجد وقار وسكينة، والمسجد قرب من الله عز وجل، ولذلك نهى صلى الله عليه وسلم عن رفع الصوت في المسجد، والمسجد روضة من رياض الجنة، فيقول عليه الصلاة والسلام “إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا”

 

والرسول عليه الصلاة والسلام جعل المسجد جامعة كبرى، يُخرّج منها الأجيال، فهل سمعتم أعلم من ابن عباس رضى الله عنهما في التفسير، فما هي شهادته التي نالها؟ لا شيء، فلا ورق، فالأوراق تنتهي ويبقى العلم النافع، وقد نال رضي الله عنه وأرضاه شهادة تبقى أبد الآبدين، وهي دعوته عليه الصلاة والسلام، يقول له “اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل” فابن عباس تخرّج من المسجد، وتعلم علما جما، حتى إن ابن تيمية يقول أما ابن عباس فعلمه علم جم، فيقول تعالى “ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم” فكان يدلف بالعلم كالبحر، فهل رأيت البحر إذا دبف؟ فهل رأيت الأمواج إذا تكسر بعضها على بعض؟ فإن هذا مثل علم ابن عباس رضى الله عنهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى