مقال

النجاح_والفشل,,,

النجاح_والفشل,,,

 

بقلم دكتور سيد العايق

جريدة موقع الأضواء

 

النجاح_والفشل

 

أنت ناجحٌ إذا نظرت لنفسك بعين الرضا أو أحصيت الأشياء وقارنتها بغيرك، وفاشلٌ إذا نظرت إليها بعين الحكم عليك والسخط مما لقيتَ في الحياة. الحكمان، بالنجاح والفشل، لا قيمة لهما في الحقيقة، إنهما موقفان تجاه ما كان، وليسا حقيقة ما كان. ما كان، وما مضى، لا يعرف حقيقته أحد.

 

أنت محتاج لفكرة النجاح إذا كنت تحتاج الثقة لتمضي في طريقك، إذا كنت تتوكأ على الثقة لتعيش، لكن لو كنتَ فقط تحيا معجزة الحياة لن تحتاج لأية ثقة ولا فكرة إيجابية، ولا حتى لمحفز سلبي مثل إثبات نفسك أمام غيرك.

 

في عمق الحقيقة لا يوجد نجاح ولا فشل، يوجد حياة، وفرص أتت بها الحياة، واستجابات منك تجاهها، وفق وعيك (مجموع حالتك الداخلية كلها وكيف ترى) حينها، وتوجد نتائج متباينة لهذه التجربة، معظمها متعلّق بالظروف التي حولك.

 

حتى لو اعتبرنا النجاح مقياساً، فأنتَ لم تنجح لأنك عظيمٌ وخطير، بل لأن كل عناصر النجاح خارجك وافقت ما في داخلك. قد ينجح الأقل ذكاءً، والأقل استعداداً، والأقل فهماً، ويفشل نقيضهم. أما إذا كان المعيار هو التغيير داخلك فهذا يتطلب الوعي والانتباه والتدفّق الحرّ.

 

لم نأتِ هنا لننجح ولا لنفشل، إن الإنسان ذاته أعظم من النجاح والفشل، وكل ما سنفعله في هذا العالم سيُطوى بعد رحيلنا بوقتٍ ما. الناس بعدنا مشغولون بحياتهم مثلما انشغلنا نحن بحياتنا. أمّا ما يبقى حقّاً فهو ما اختبرناه وعشناه، ما منحنا الوعي، ما حطّم قيود أفكارنا وأنانيّتنا ووهمنا، ما منحنا السّعة في داخلنا ووصلنا بالسّعة في الوجود.

 

بهذا المعيار يختلف ما سمّيناه نجاحاً وفشلاً، قد يصبح الفشل نجاحاً والنجاح فشلاً. بهذا المعنى نعيش الحياة في الخارج لكن نبني ونُعمّر الداخل.

 

جئنا هنا لنكون، لنحقّق وجودنا، لنختبر هذه المعجزة داخلنا، ونأخذها إلى أقصى ما يمكن، إلى آفاقها الرحيبة. وبذلك تصبح الأشياء محضُ أشياء، والتجارب محضُ تجارب، لا نجاح هنا ولا فشل هنا، فقط عيشٌ واختبار. الحياة وافرة تأتي كلّ يومٍ بالفرص والجديد، لكن أعيننا لا ترى إلا حلوى معينة ويفوتها كل شيء.

 

لا تحاول النجاة، النجاة الحقيقية في الخطر والمغامرة والتجريب.

 

“أمنحُ نفسي كل شيء، أحب، أتألم، أكافح. عالمي يمتد لأبعد مما يتخيل العقل” – كازانتزاكيس

 

وعي النجاح_والفشل معجزة_الحياة.

 

نائب رئيس المجلس الوطني للأمن القومي حزب مصر القومي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى