مقال

نفحات إيمانية ومع الأشتر النخعى مالك بن الحارث ” جزء 10″

نفحات إيمانية ومع الأشتر النخعى مالك بن الحارث ” جزء 10″

بقلم/ محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء العاشر مع الأشتر النخعى مالك بن الحارث، ولو كان ينفعني أن أطلب لطلبت ولو كان ينجيني أن أهرب لهربت‏، فعظني بموعظة أنتفع بها يا بن أخي، فقال‏ هيهات يا أبا عبد الله‏، فقال‏ اللهم إن ابن عباس يقنطني من رحمتك فخذ مني حتى ترضى‏،‏ وكانت وفاة عمرو المذكور في ليلة عيد الفطر سنة ثلاث وأربعين فصلى عليه ابنه ودفنه ثم صلى بالناس صلاة العيد‏، وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه من أدهى العرب وأحسنهم رأيا وتدبيرا، وقيل‏ إنه اجتمع مع معاوية بن أبي سفيان مرة فقال له معاوية‏‏ من الناس؟ فقال‏‏ أنا وأنت والمغيرة بن شعبة وزياد، قال معاوية‏‏ كيف ذلك قال عمرو‏‏ أما أنت فللتأني وأما أنا فللبديهة وأما المغيرة فللمعضلات.

 

وأما زياد فللصغير والكبير فقال معاوية‏ أما ذانك فقد غابا فهات بديهتك يا عمرو قال‏‏ وتريد ذلك قال نعم، قال‏‏ فأخرج من عندك فأخرجهم معاوية فقال عمرو‏‏ يا أمير المؤمنين أسارك فأدنى معاوية رأسه منه فقال عمرو‏ هذا من ذاك من معنا في البيت حتى أسارك‏،‏ ولما مات عمرو ولي مصر عتبة بن أبي سفيان من قبل أخيه معاوية‏ بن أبى سفيان،‏ وأما عن مالك بن الحارث النخعي المشهور بالأشتر فكان كوفي من مقاتلي العرب الأشداء، وقد شارك في معركة اليرموك ضد الروم، وكان من أبطالها، وفيها شترت عينه بالسيف أي جفنها السفلي ولذلك عرف بالاشتر، وهو من قبيلة النخعي توجد في جنوب اليمن ليومنا هذا، وهي مشهورة بالشجاعة والكرم.

 

وقد أرسله أبو عبيدة بن الجراح، قائد جيش الخلافة في بلاد الشام، بعد معركة حلب إلى إعزاز ليفتحها، وحلب وإعزاز بلدتان هامتان تقعان في شمال سوريا كان فيهما حاميات رومية، وكان الأشتر ممن عملوا على إخماد نار الفتنه التي أشعلها الوليد بن عقبة مرارا بالكوفه والوليد بن عقبه هو أخو الخليفة عثمان بن عفان بالرضاع وهو من عينه أميرا على الكوفة حتي افتضح أمر الوليد حين صلى بالناس صلاة الفجر أربع ركعات من أثر الخمر التي كان لا يفارقها، بعدها تزايدت الفتن وتطاير غضب الناس من ظلم الأمراء الأمويين في سائر بلاد المسلمين فتظاهر أهل مصر بقيادة محمد بن أبي بكر وأهل العراق حيث كان مالك الأشتر أبرزهم في المدينه المنوره وحول دار الخلافة، وقام علي بن أبي طالب بتجنيد أولاده الحسن والحسين.

 

وغيرهم من بني هاشم للصد عن الخليفه الثالث عثمان بن عفان، وحين منع المتظاهرين الماء عن دار الخلافه أوصل علي بن أبي طالب الماء للخليفه الثالث بيده ولم يجرأ أي من المتظاهرين على قطع طريقه، حينها كان مالك الأشتر ممن أطاعوا أمر علي بن أبي طالب وطالبوا بعدم إراقة دماء المسلمين إنما إقتصرت مطالبتهم على عزل الأمراء الأمويين الظالمين واستبدالهم بمن يخاف الله ويخشاه، بيد أن مطالبتهم بذاك لم تجد وكل محاولاتهم ذهبت بها رياح مروان بن الحكم وهو وزير الخليفة الثالث عثمان بن عفان وزوج ابنته مريم والذي أرجعه الخليفة عثمان لمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وعينه وزيرا ومستشارا بعدما طرده رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينه بحياته.

 

كما استمر تنفيذ حكم الطرد هذا في عهد كلا من الخليفتين الأول والثاني، ولقد كان من أفعال مروان وتجاسره على الحشود المتظاهره قد أثار الناس أكثر مما أدى ببعض المتآمرين من دخول دار الخلافة خلسة وتمكنهم من قتل الخليفه الثالث عثمان بن عفان وهو يصلي في محرابه، وبعد هذه الفاجعه تبادل أطراف الفتن أصابع اللإتهام كلا ليعزز ملكه ويضمن مكانته، وحين بايع الناس الإمام علي بن أبي طالب كان مالك الأشتر هو أول من بايعه، وكان من المقربين منه، وقد أرسله الإمام علي بن أبي طالب واليا على مصر، وقد قرر معاوية بن أبي سفيان التخلص من مالك باعتماده على عمرو بن العاص الذي وعد أحد رجاله أن يسقي السم لمالك مقابل اعفائه من الضرائب مدى الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى