مقال

الدكرورى يكتب عن آخر ملوك يهوذا صدقيا بن يوشيا “جزء 7”

الدكرورى يكتب عن آخر ملوك يهوذا صدقيا بن يوشيا “جزء 7”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السابع مع آخر ملوك يهوذا صدقيا بن يوشيا، ويعتبرون الحرم القدسي الشريف محظورا على اليهود لقدسيته، إذ لا يمكن في عصرنا أداء طقوس الطهارة المفروضة على اليهود، قبل الدخول في مكان الهيكل حسب الشريعة اليهودية، ومع ذلك، يوجد عدد من الحاخامات الذين يسمح لهم بزيارة الحرم القدسي، وكذلك يزوره يهود علمانيون، وفقا للكتاب المقدس العبري، وقد شيد المعبد تحت حكم سليمان، ملك إسرائيل، ومن شأن ذلك أن تاريخ بنائه يعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد، وخلال مملكة يهوذا، خصص لمعبد الرب، وإله إسرائيل ويضم تابوت العهد، وقد تم بناء الهيكل الثاني في نفس الموقع في عام خمسائة وستة عشر قبل الميلاد، والذي تم توسيعه بشكل كبير في القرن التاسع عشر قبل الميلاد ودمر في نهاية المطاف.

من قبل الرومان وبنيت قبة الصخرة على الموقع وبسبب الحساسيات الدينية المعنية بالموضوع، والحالة المُتقلبة سياسيا في القدس الشرقية، وقلة أعمال المسح الأثري للحرم القدسي، لا يوجد إعادة إعمار للمعبد، وهو الآن على ما هو عليه منذ وقت تدميره من قبل نبوخذ نصر، وحسب ما ذكر في سفر إرميا أن نبوخذ نصر جلب صدقيا عنده وأمر بقتل أولاد صدقيا أمام عينيه، وثم أمر بقلع عيني صدقيا، وأما عن سفر إرميا فهو ثاني أسفار الأنبياء في الكتاب المقدس العبري، وفي العهد القديم المسيحي، ويُعرّف الكتاب المقدس بأنه هو كلمات إرميا بن حلقيا، ومن بين جميع الأنبياء، يظهر إرميا بوضوح أكثر كشخص يتأمل مع كاتبه باروخ دوره كخادم لله، ويهدف كتابه إلى إرسال رسالة إلى اليهود في المنفى في بابل، يشرح فيها كارثة المنفى.

كرد فعل من الله على عبادة إسرائيل للأوثان، حيث يقول إرميا أن الناس مثل الزوجة غير المخلصة أو الأولاد المتمردين، فجعلت الخيانة الزوجية والتمرد الحكم لا مفر منه، على الرغم من ذلك تنبأ بالاستعادة وقيام عهد جديد، وبعد ذلك لم تذكر مصادر التوراة مصيره وكيفية وفاته، ومع أن مملكة يهوذا كانت قد إلا أن البابليين قرروا تعيين شألتيل ملكا على الذين أبقوهم البابليين في أورشليم خلفا لصدقيا، وقيل أنه من المحزن أن أولاد يوشيا لم يكن بينهم واحد من الأتقياء أو الصالحين، ولم يكن من بينهم من ورث عن أبيه رقة قلبه، الذى عندما قرئت أمامه الكلمة الإلهية مزق ثيابه، أما يهوياقيم ابنه، فقد مزق الكلمة وألقى بها فى النار، ولم يكن صدقيا أفضل من أخيه، إذ أنه سمع كلمة النبى إرميا، ومزقها برفضها وعدم المبالاة بها.

ولم يكن الرؤساء أقل احتقاراً للكلمة أو للنبى المتكلم بها، وها نحن نراهم يعاملون إرميا أسوأ معاملة ويحرضون الملك على قتله، وإذ يسلمه لأيديهم يلقون به فى الجب، الذى لم يكن به ماء بل وحل، وغاص إرميا فى الوحل، وكان هؤلاء الرؤساء قد غاصت حياتهم فى وحل الخطيئة وحمأتها، ومن المؤسف أن الرجل البار بأمته والذى يغار عليها، ويبكى نهارا وليلا قتلى نبت شعبه، هو الذى يلقى به فى الجب ليلطخ بالوحل، الذى كانوا هم أولى به وأحق، والذى لم يلبث أن لا حقهم ولكن فى بئر أرهب وأعمق، وذلك فى السبى البابلى البعيد، وقد تغلغلت الخطية فى الشعب الذى سار على شاكلة قادته ورؤسائه، وكانت أكثر مظاهر الضعف التعلق بالمنظور من الطقوس والفرائض، والتصور أنه مادام الهيكل قائما، فلا شر يمكن أن يلحق بهم.

وقال لهم إرميا لا تتكلوا على كلام الكذب قائلين هيكل الرب هيكل الرب هيكل الرب هو، ها إنكم متكلون على كلام الكذب الذى لا ينفع، أتسرقون وتقتلون وتحلفون كذبا وتبخرون للبعل وتسيرون وراء آلهة أخرى لم تعرفوها ثم تأتون وتقفون أمامى فى هذا البيت الذى دعى باسمى عليه وتقولون قد انقذنا حتى تعلموا كل هذه الرجاسات، هل صار هذا البيت الذى دعى باسمى عليه مغارة لصوص فى أعينكم، وقد أكد المسيح هذه الحقيقة بنفسه عندما تكررت الصورة فى أيامه، عندما طرد الذين يبيعون ويشترون فى الهيكل، وقلب موائد الصيارفة وكراسى باعة الحمام وقال لهم، مكتوب بيتى بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص، وإن الخطايا الحقيقية يغض الطرف عنها، والأمور الصغيرة البريئة ينظر إليها كخطايا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى