مقال

الدكروري يكتب عن تحويل القبلة في الشريعة الإسلامية ” جزء 7″

الدكروري يكتب عن تحويل القبلة في الشريعة الإسلامية ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء السابع مع تحويل القبلة في الشريعة الإسلامية، ثم أذن لهم فى الهجرة من مكة فخرجوا إلى المدينة ولحق بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى المدينة تعذر على النبى صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه الجمع بين القبلتين، فكان المسلمون يصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستقبلون بيت المقدس وبيت المقدس لم يتخذه اليهود قبلة تبعا لوحى من الله تعالى بل كانوا يستقبلونه باختيار منهم، روى أبو داود في الناسخ والمنسوخ أن اليهود لم تجد فى التوراة القبلة ولكن تابوت السكينة كان على صخرة بيت المقدس فلما غضب الله عليهم رفعه وكانت صلاتهم إلى الصخرة عن مشورة منهم ولما كان عدد كبير من اليهود يسكنون المدينة ورأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى إلى قبلتهم فرحوا وقالوا عرف محمد أننا على الحق فاتبع قبلتنا.

 

وقال فريق منهم كيف يزعم محمد أنه على ملة إبراهيم ثم يستقبل فى صلاته قبلة غير قبلة إبراهيم؟ وصل هذا الكلام وغيره إلى رسول الله وإلى الذين آمنوا فحزنوا واستمر حزنهم هذا عاما ونصف العام يسمعون من اليهود ما يكرهون ولا يدرون ماذا يفعلون وفى يوم من الأيام وجبريل عليه السلام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جبريل يا نبى الله ما لى أراك محزونا فقال يا جبريل وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها فقال جبريل يا نبى الله أنا عبد مثلك، وأنت كريم على ربك، فادع ربك وسله” فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يديم النظر إلى السماء ويقلب وجهه ويدعو رجاء أن يأذن له ربه أن يولى وجهه فى الصلاة جهة المسجد الحرام ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بغضا للصلاة إلى بيت المقدس وإنما قلب النبى صلى الله عليه وسلم.

 

بصره فى السماء وتمنى على ربه أن يحول قبلته إلى البيت الحرام لأن البيت الحرام مفخرة العرب لأنه البيت الذى جعله الله مثابة للناس وأمنا لأنه البيت الذى جعله الله مزارا ومطافا للناس وفى الصلاة الى البيت الحرام كذلك فتح الباب أمام العرب للدخول في الإسلام ثم إن الصلاة الى البيت الحرام هى أقدم القبلتين وقبلة الخليل إبراهيم عليه السلام كانت إلى البيت الحرام وقد أثبت القرآن أن أولى الناس بملة إبراهيم وهديه ودينه هو نبى آخر الزمان محمد صلى الله عليه وسلم، فقال الله عز وجل “ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين” وقلب النبى وجهه فى السماء وسأل ربه وتمنى عليه فلبى السميع القريب رجاء حبيبه صلى الله عليه وسلم.

 

ونزل الأمين بالبشارة يقول يا نبى الله إن السلام يُقرأك السلام ويقول لك ” قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره” وهذه الكلمات نزلت على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بردا وسلاما نزلت فغسلت هموما وغموما وأذهبت حزنا وكمدا كان قد ابتلى به المسلمون على مدار العام ونصف العام، وفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوته التى استجاب الله لها وفرح المسلمون بالقبلة الجديدة التى تخالف قبلة اليهود، فقال أبو سعيد بن المعلى كنا نغدو إلى المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصلي فيه قال فمررنا يوما وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر فقلت لصاحب لى هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر أحسب أنه قد حدث أمر.

 

قال فجلست أنا وصاحبى فسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية ” قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام” فقال أبو سعيد فقلت لصاحبي تعالي نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكون أول من صلى إلى البيت الحرام من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال فتوارينا فصليناهما، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فصلى للناس الظهر يومئذ، وفى الوقت الذى نزل فيه الأمر بتحويل القبلة بردا وسلاما على قلب النبى صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا، فقد نزل تحويل القبلة على اليهود كريح صرصر عاتية ونزلت الآيات تقول إن اليهود كذابون أفاقون يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون ويكتمون الحق وهم يعلمون، ثم مدح الله تعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم وميزها عن سائر الأمم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى