مقال

الحب في الله هو الابقي.

جريدة الاضواء

الحب في الله هو الابقي.

 

بقلم إبراهيم عيسى

 

الحب من المشاعر الراقية التي خلقها الله للانسان وغيره من الكائنات الحية. فكل الكائنات الحية لها مشاعر ولها الفة فيما بينهم فقال تعالي ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) وهذه المشاعر غير مقتصره علي الإنسان فقط ، فمنا من يحب من هم دون الله قد يخيب أمله ويزداد همه ، ومن هنا ياتي له من وراء حبه التعب والألم والكسره ، ولكن في حبه لله يجد القوه والسند ، فنعم العبد الذي يوجه حبه لله ورسوله فقط وليس ما دون ذلك.

 

حينما توجه حبك لمخلوق مهما كان وضعه في حياتك وقيمته بالنسبة لك فأعلم أنه قد يأتي يوما ما ويخذلك ، فكم من أب ترك أبنائه وبناته وهم من يملك في هذه الدنيا وكم من ام تركت فلذات اكبداها وتخلت عنهم ومنهم من ترك ابويه ومنهم من ترك اقرب الاقربين بالنسبة له فعدو اليوم قد يكون صديق الغد وصديق اليوم قد يكون عدو الغد، أما من وجه حبه لله ما تخلي عنه الله وما خذله ابدا فالقلوب بين اصبعي الرحمن يقلبهم كيفما يشاء .

 

لا ترهق نفسك لإرضاء أحد إلا الله سبحانه وتعالي هو وحده من يستحق أن تتعب من أجل رضاه لأنك تعلم أن الله وحده لو كسبت رضاه لغنمت وكسبت الدنيا والآخرة أما البشر قد تحاول بقدر المستطاع أن تسترضيهم ولكنهم لن يرضوا ، فقد ترهق نفسك من أجلهم وتفعل مالا يتحمله أحد وفي النهاية لن يرضوا ، فالاب قد يكسب المال من حلال وحرام ويتكالب الأبناء عليه ويكون الاب مصيره الشارع مع أنه ضحي بدنيته واخرته من أجلهم وقد يصاب بالمرض باشكاله وانواعه وقد يخسر حياته، والزوج قد يسافر من اجل أبنائه لتوفير المال لهم وفي النهاية قد ينكروا فضله ومهما يفعل لن يتمكن من ترضيتهم فكثيرا منا يضحي من أجل غيره ولا نجد منهم بعد ذلك غير النكران والجحود.

 

فكم من محب ضحي براحته وسعادته من أجل من أحب وما وجد منه غير الخيبه وكسرة النفس وقد تصل في النهاية الي الخيانه ، انك قد تتعب من أجله وتكون بجواره في تعبه وصحته وايضا معه في ذلاته وقوته وتكون له سندا في كل موقف وفي كل صعاب الحياة وفي النهاية تجد منه الخسة والندالة ، فقد تضحي بحياتك من اجل من تحب وفي النهاية بعد تضحيتك يتركك ويكون لغيرك ، هناك من الفنانين مثل السيد زيان والمنتصر بالله اقرب الناس إليهم أخذوا ما كانوا يملكوا وخانوهم وهم من كانوا سببا في النعمه التي يعيشوا فيها وغيرهم والامثله كثيره .

 

لو اننا استرضينا الله بقدر ما نسترضي البشر لدخلنا الجنة بغير حساب وما تعبنا التعب الذي نراه علي ايدي من نحب ، لو استرضينا الله لرضي عنا وحبب فينا من نحب وسخر لنا ما نريد أنه الحب في الله والرضا بقضاء الله فاعلم أنه حينما يخرج من حياتك من تظن أنه تملك قلبك ومشاعرك مهما كان صلتك به فاعلم أن الله يبعد عنك شرا،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى