مقال

الدكرورى يكتب عن منهيات شهر رمضان ” جزء 11″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن منهيات شهر رمضان ” جزء 11″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الحادي عشر مع منهيات شهر رمضان، وارتكبت إحدى المعاصى في نهار رمضان منذ حوالي ثلاث سنوات، وبدأت من العام الماضي أشعر بذنبي ورجعت إلى ما كنت عليه باتباع السنة وإقامة الصلاة، ولكن كل ما تذكرت الذي عملته في نهار رمضان خاصة عند قيامي لصلاة الفجر حزنت وبدأت عيناى تذرف من الدموع، فأرجو توضيح ما يجب علي أن أفعله، هل هو صيام أم قضاء؟ وإن الجواب هو أولا الحمد لله الذي هداك للرجوع إلى الصواب، ولزوم طريق السنة والجماعة، وصحبة الأخيار، ومن تاب تاب الله عليه، وهذا الذى أصابك من الحزن على ما حصل منك من الانتكاس هذا يدل على خير عظيم، فأبشر بالخير والتوبة يمحو الله بها ما قبلها، من تاب تاب الله عليه، فيقول النبى صلى الله عليه وسلم “التائب من الذنب كمن لا ذنب له ويقول أيضا “التوبة تهدم ما كان قبلها”

 

فالتوبة تهدم ما جرى منك من تقصير والحمد لله، وهذا الحزن إذا ذكرت سيئتك والبكاء هذا خير عظيم وفائدة كبيرة، وهذا منك من جنس ما قال بعض السلف إن العبد ليفعل الذنب فيدخل به الجنة، ويفعل الحسنة فيدخل بها النار، قيل كيف ذلك؟ قال يفعل الحسنة فيعجب بها ويتكبر بها ويتعاظم بها فيدخل بها النار، ويفعل السيئة ثم يندم كلما ذكرها ويحزن كلما ذكرها فيدخل بها الجنة، فأنت بهذه التوبة وبهذا الندم وبهذا الحزن يرجى لك الخير العظيم، ويرجى قبول توبتك، فأنت على خير عظيم، وأما ما جرى منك في رمضان فعليك عنه الكفارة مع التوبة الصادقة، وهو أن تصوم اليوم الذى جرى فيه الجماع تقضيه وعليك الكفارة عن الجماع، وهى عتق رقبة إن كنت تستطيع، فإن عجزت صمت شهرين متتابعين، فإن عجزت أطعمت ستين مسكينا، ثلاثين صاعا، وأنت أعلم بنفسك.

 

إذا استطعت أن تعتق رقبة، وإن عجزت عن ذلك فالصيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطع أطعمت ستين مسكينا، وكل مسكين يعطى نصف الصاع من التمر أو الأرز أو غيرهما من قوت البلد، ونصف الصاع يقارب كيلو ونصف من الحنطة ونحوها، وهذا هو الواجب عليك مع التوبة والاستغفار ومع قضاء اليوم، والمرأة مثله، فالمرأة كذلك إذا كانت صائمة بالغة المقصود أن عليها مثلك، فعليها التوبة والاستغفار وقضاء اليوم وعليها مع ذلك الكفارة إذا كانت مطاوعة، أما إذا كانت مقهورة مغصوبة لا قدرة لها فليس عليها شيء، وأما إذا كان ما يسمى بالعادة السرية عند الشباب؟ فالجواب هو أن العادة السرية ما فيها إلا قضاء وما فيها كفارة، فالعادة السرية فيها القضاء فقط، وهو قضاء اليوم والتوبة والاستغفار، وإن شهر رمضان هو الوقت المثالى لقضاء الوقت مع العائلة.

 

وتشجيع كل فرد للآخر على تناول وجبة السحور والإفطار مع الآخر، وتذكير كل شخص للآخر ببركة الوقت في رمضان، ومن أبرز سلوكات الاستعداد مع العائلة فى رمضان هو وضع حصّالة للتبرع فى غرفة الجلوس يجب أن تجعل أطفالك، يعتادون على العطاء، يمكنك وضع حصالة للتبرع فيها بالمال ومساعدة المحتاجين، أو تشجيع أطفالك على التبرع بالملابس أو الألعاب مع شرح بسيط وسلس لهم عن أهمية وفوائد ما يقوموا به، فاتفق معهم على عبادة مشتركة وهيئ أسرتك لروح شهر رمضان المبارك، من خلال الانخراط معهم في أنشطة وعبادات مشتركة تتفقون عليها، والتى من شأنها أن تذكرهم برمضان وتحمسهم له، مثل قراءة القصص الأخلاقية معا في مجموعة، أو تلاوة القرآن أو الدعاء، وكذلك علقوا زينة رمضان معا فإن من أهم التقاليد في شهر رمضان.

 

وضع الزينة في المنزل لاسيما بالاشتراك مع أطفالك، وقم بوضع الأنوار والشموع والأزهار، وتهيئة جو عائلي دافئ استعدادا للشهر الكريم، واستمع لمخاوفهم وساعدهم على حل المشكلة، وأن أهم وأفضل طريقة لكى يستمع طفلك إليك هو أن تستمع أنت له ولمشاكله ومخاوفه، فإذا شعر أطفالك أنك تستمع حقا لهم سيسمعونك، وسيزيد لديهم الفهم والثقة والاهتمام بما تخبرهم به، وأنه من الممكن أن تجعل طفلك، يستمع لك إذا استمعت أنت له أولا، فإذا واجهت مشكلة مع طفلك، استمع له أولا، ثم بعد ذلك أظهر له التعاطف، فإذا أمسكت علبة من السجائر في يد طفلك على سبيل المثال، فقم بسؤاله عنها أولا واستمع لما سيقول، وشجعه على الإفصاح عن مشاعره، والاستماع لأسبابه، وعدم توجيه أصابع الاتهام له على الفور، وكذلك ضع خطة مع طفلك إذا كان هذا صيامه الأول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى