مقال

الدكروري يكتب عن الشيخ سيد النقشبندي ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الشيخ سيد النقشبندي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الشيخ سيد محمد النقشبندي هو قارئ قرآن ومنشد ديني مصري، وصاحب مدرسة متميزة في الابتهالات وهو أحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني، حيث يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات

وكلمة نقشبندي، هي كلمة مكونة من مقطعين هما نقش وبندي ومعناها في اللغة العربية القلب، أي نقش حب الله على القلب، والنقش بند بالفارسية هو الرسام أو النقاش والنقشبندي نسبة إلى فرقة من الصوفية يعرفون بالنقشبندية ونسبتهم إلى شيخهم بهاء الدين نقشبند المتوفى سنة سبعمائة وإحدي وتسعين هجرية، وولد الشيخ سيد النقشبندي فى السابع من شهر يناير عام ألف وتسعمائة وعشرين ميلادي، في حارة الشقيقة بقرية دميرة إحدى قرى محافظة الدقهلية، في مصر ولم يمكث في دميرة طويلا، حيث انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا في جنوب الصعيد.

 

ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره، في طهطا حفظ القرآن الكريم علي يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يستكمل عامه الثامن وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية، وجد الشيخ سيد هو محمد بهاء الدين النقشبندي الذي قد نزح من بخارة بولاية أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف، ووالده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية، كان يتردد علي مولد أبو الحجاج الاقصري وعبد الرحيم القناوي وجلال الدين السيوطي، وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض، وأما عن جده محمد بهاء الدين النقشبندي، يعد أحد النازحين إلى مصر من أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر، كما يعد والده الشيخ سيد من علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية، وهو صاجب الصوت الخاشع الملائكى يثير فى وجدان المصريين والعرب مشاعر الفرح والشجن فى آن واحد.

 

فما إن تنطلق أناشيده وابتهالاته فى شهر الصيام لتعلن بقرب آذان المغرب وانفراجة الإفطار بعد ساعات من الإمساك عن كل الشهوات، فيترنم بصوته العذب في كل بيت ومسجد مصري قبل الآذان، ليرتبط صوته بفرحة الصائم عند الإفطار التي ذكرها النبي صلي الله عليه وسلم، ورغم مرور خمس وأربعون عاما على غيابه إلا أنه حى فى قلوبنا تطربنا كلماته وتنقلنا إلى السماوات، وفي عام ألف وتسعمائة وخمس وخمسين ميلادي، وعندما استقر الشيخ سيد النقشبندي في مدينة طنطا وذاعت شهرته في محافظات مصر والدول العربية، وسافر الي حلب وحماه ودمشق لإحياء الليالي الدينية بدعوة من الرئيس السوري حافظ الأسد، كما زار أبوظبي والأردن وإيران واليمن وإندونيسيا والمغرب العربي ودول الخليج ومعظم الدول الأفريقية والآسيوية، وأدى فريضة الحج خمس مرات خلال زيارته للسعودية.

 

وفي عام ألف وتسعمائة وست وستين ميلادي، كان الشيخ سيد النقشبندي بمسجد الإمام الحسين بالقاهرة والتقى مصادفة بالإذاعي أحمد فراج فسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج في رحاب الله ثم سجل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج دعاء الذي كان يذاع يوميا عقب أذان المغرب، وذلك في عام ألف وتسعمائة وسبع وستين ميلادي، كما اشترك في حلقات البرنامج التلفزيوني في نور الأسماء الحسنى وسجل برنامج الباحث عن الحقيقة والذي يحكي قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الابتهالات الدينية التي لحنها محمود الشريف وسيد مكاوي وبليغ حمدي وأحمد صدقي وحلمي أمين، ثم بدأ بالاشتراك في عديد من الأدعية والابتهالات الدينية بالإذاعة والتليفزيون وأهمها كان في شهر رمضان وقد لحن له عديد من أشهر الملحنين في مصر في حينه.

 

ومنهم الملحن بليغ حمدي الذي لحن له ابتهال مولاي يا مولاي وهو من أشهر الألحان، والشيخ سيد النقشبندي أبدع في الكثير من الأعمال، إلا أن أشهرها كان مولاي وجل الإله وربنا وأيها الساهر ورسولك المختار ويا رب إن عظمت ذنوبي، لتبقى ابتهالاته حاضرة وخالدة رغم وفاته منذ عام ألف وتسعمائة وست وسبعين ميلادي، والشيخ النقشبندي مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد، وبتلك العبارة الفريدة من نوعها وصف الطبيب والفيلسوف الأشهر، وصاحب العلم والإيمان، الدكتور مصطفي محمود، الشيخ سيد النقشبندي، في برنامجه، ما يعني أنه وبصوته العذب تمكن من أن يأثر العقول والقلوب، فقد كان طبقا لخبراء الصوتيات، صوته ذو ثمانية طبقات، أي أنه يقدم الجواب، وجواب الجواب، وجواب جواب الجواب، وأن صوته يتأرجح ما بين الميترو سوبرانو، والسبرانو نفسه.

 

ما أهله لدخل الإذاعة المصرية عام ألف وتسعمائة وسبع وستين ميلادي، وترك للإذاعة ثروة من الأناشيد والابتهالات، إلى جانب بعض التلاوات القرآنية لدى السميعة، وقد ترك النقشبندي تراثا كبيرا من الإنشاد ما زالت غالبية الإذاعات العربية تذيعه، خاصة في رمضان، وله بعض الابتهالات باستخدام الموسيقى، ونظرا لروعة إنشاد النقشبندي وقوة تأثيره في نفس مستمعيه قامت إحدى المخرجات المصريات بإنتاج بعض من ابتهالاته في رسوم كرتونية للأطفال حتى يتعايش هؤلاء الصغار مع هذه الظاهرة الصوتية والشعوري، وكما حقق النقشبندي صيتا كبيرا في العالم الإسلامي فزار العديد من أقطاره، منها دول الخليج وسوريا وإيران وعدد من دول المغرب واليمن، وكان الرئيس السادات من المغرمين بصوت النقشبندى، وكان عندما يذهب إلى قريته في ميت أبو الكوم يبعث إلى النقشبندي لينشد له ابتهالاته في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى