مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن الجزري ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن الجزري ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

وكذا ولي القضاء بشيراز، وبنى بكل منهما للقراء مدرسة ونشر علما جما، سماهما بدار القرآن، ولي مشيخة الإقراء بالعادلية، ثم مشيخة دار الحديث الأشرفية، وولي مشيخة الصلاحية ببيت المقدس وقتا، وقد أخذ عن الإمام إبن الجزري القراءات طوائف لا يحصون كثرة وعددا، منهم من قرأ بمضمن كتاب واحد، ومنهم من قرأ بمضمن أكثر من كتاب، فممن كمل عليه القراءات العشر هم زين الدين الزبيدي، وابنه أبو بكر أحمد الذي شرح طيبة النشر، ومحمود بن الحسين بن سليمان الشيرازي، وأبو بكر بن مصبح الحموي، ونجيب الدين عبد الله بن قطب بن الحسن البيهقي، وأحمد بن محمود بن أحمد الحجازي الضرير، والمحب محمد بن أحمد بن الهايم، والخطيب مؤمن بن علي بن محمد الرومي، ويوسف بن أحمد بن يوسف الحبشي، وعلي بن إبراهيم بن أحمد الصالحي.

 

وعلي بن حسين بن علي اليزدي، وموسى الكردي، وعلي بن محمد بن علي بن نفيس، وأحمد بن إبراهيم الرماني، وعثمان بن عمر بن أبي بكر بن علي الناشري الزبيدي العدناني من علماء زبيد اليمن عام ثماني مائة وثماني وعشرين من الهجرة، شارح الدرة المضية في القراءات الثلاث، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله ثم جرت له كائنة مع قطلبك استادار أيتمش، ففر منه إلى بلاد الروم، فاتصل بالملك أبي يزيد بن عثمان، فأكرمه وعظمه، وأقام عنده بضع سنين، إلى أن وقعت الكائنة العظمى التي قتل فيها ابن عثمان، فاتصل ابن الجزري بالأمير تيمور، ودخل معه بلاد العجم، وبعد موت الأمير تيمور سنة ثماني مائة وسبع من الهجرة، خرج من بلاد ما وراء النهر، فوصل إلى خراسان ودخل مدينة هراة، ثم وصل إلى يزد ثم إلى أصبهان فقرأ عليه للعشرة.

 

في هذه المدن جماعة منهم من أكمل ومنهم من لم يكملوا، وتوجه إلى شيراز سنة ثماني مائة وثمانية من الهجرة، فأمسكه سلطانها، فقرأ عليه جماعة بها وانتفعوا به، وألزم بالقضاء كرها، أي أنه تولي القضاء غصب عنه وكان يرفضها، فقام به مدة طويلة ثم تمكن من الخروج منها إلى البصرة فقرأ عليه أبو الحسن الأصبهاني، ثم توجه للحج سنة ثماني مائة واثنين وعشرين من الهجرة، وهو مع المولى معين الدين بن عبد الله قاضي كازرون فوصلا إلى قرية عنيزة بنجد ثم توجها منها لأداء الفريضة فلم يتمكنا من الحج في هذه السنة، لاعتراض الأعراب وهم قطاع الطريق، لهما، ثم حجا في التي تليها، وجاور بمكة والمدينة، ثم رجع إلى شيراز، وفي سنة ثماني مائة وسبع وعشرين من الهجرة، قدم دمشق، ثم القاهرة وأقرأ وحدث، ثم رحل إلى مكة فاليمن تاجرا.

 

وحدث بها، ووصله ملكها، فعاد ببضائع كثيرة، وحج سنة ثماني مائة وثماني وعشرين من الهجرة، ثم دخل القاهرة في أول سنة ثماني مائة وتسع وعشرين من الهجرة، فمكث بها مدة ثم توجه إلى الشام، ثم إلى شيراز عن طريق البصرة، وكان الإمام الجزري غزير الإنتاج في ميدان التأليف، في أكثر من علم من العلوم الإسلامية، وإن كان علم القراءات هو العلم الذي اشتهر به، وغلب عليه، ويعكس تنوع موضوعات مؤلفاته تنوع عناصر ثقافته، إلى جانب كتب القراءات وعلوم القرآن، كتبا في الحديث ومصطلحه، والفقه وأصوله، والتأريخ والمناقب، وعلوم العربية، وغير ذلك، تجاوز عدد مصنفاته التسعين كتابا، منها كتب القراءات والتجويد، وتحبير التيسير في القراءات العشر، مطبوع، وتقريب النشر في القراءات العشر، مطبوع.

 

والتمهيد في علم التجويد، مطبوع، وطيبة النشر في القراءات العشر، مطبوع، والمقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه، المشهورة بالمقدمة الجزرية، مطبوع، ومنجد المقرئين ومرشد الطالبين، مطبوع، والنشر في القراءات العشر، مطبوع، وإتحاف المهرة في تتمة العشرة، وأصول القراءات، وإعانة المهرة في الزيادة على العشرة، والإعلام في أحكام الإدغام، شرح في أرجوزة أحمد المقري، والألغاز الجزرية، وهي أرجوزة ضمنها أربعين مسألة من المسائل المشكلة في القرآن، والاهتداء إلى معرفة الوقف والابتدا، وتحفة الإخوان في الخلف بين الشاطبية والعنوان، والتذكار في رواية أبان بن يزيد العطار، والتقييد في الخلف بين الشاطبية والتجريد، والتوجيهات في أصول القراءات، وجامع الأسانيد في القراءات، والدرة المعنية في قراءات الأئمة الثلاثة المرضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى