مقال

الدكروري يكتب عن الحرب علي الإسلام ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الحرب علي الإسلام ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

وإن المسلمة المؤمنة بالله حقا هى التي تعرف ما لها وما عليها هي التي تسعى لمرضاة الله بكل السبل، مضحية بشهواتها الدنيوية وميلها للتزين والتجمل إلا لمن أحله الله تعالى لها من الرجال، في سبيل الوصول للسمو الروحي الذي يجعلها تخرج بعبادتها لله عز وجل إلى آفاق عالية ورحاب واسعة، من اليقين به والتوكل عليه، والرضا بقضائه وحكمه، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، ولقد حذرنا نبينا الكريم ورسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم من هذه الفتنة في عدة أحاديث، ومنها حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء” ويقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح الحديث ومقصوده ما نصه، والمعنى أن النبى صلى الله عليه وسلم يخبر بأنه ما ترك فتنة أضر على الرجال من النساء وذلك أن الناس كما قال الله تعالى ” زين للناس حب الشهوات من النساء”

 

فكل هذه مما زين للناس في دنياهم، وصار سببا لفتنتهم فيها، لكن أشدها فتنة النساء، ولهذا بدأ الله تعالى بها، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك يريد به الحذر من فتنة النساء، وأن يكون الناس منها على حذر، لأن الإنسان بشر، إذا عُرضت عليه الفتن فإنه يُخشى عليه منها، ويستفاد منه سد كل طريق يوجب الفتنة بالمرأة، فكل طريق يوجب الفتنة بالمرأة فإن الواجب على المسلمين سده، ولذلك وجب على المرأة أن تحتجب عن الرجال الأجانب، فتغطي وجهها، وكذلك تغطي يديها ورجليها عند كثير من أهل العلم، ويجب عليها كذلك أن تبتعد عن الاختلاط بالرجال لأن الاختلاط بالرجال فتنة وسبب للشر من الجانبين من جانب الرجال، ومن جانب النساء، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ” خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها”

 

وما ذلك إلا من أجل بُعد المرأة عن الرجال، فكلما بعدت فهو خير وأفضل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر النساء أن يخرجن إلى صلاة العيد، ولكنهن لا يختلطن مع الرجال بل يكون لهن موضع خاص، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب الرجال وانتهى من خطبتهم، نزل فذهب إلى النساء فوعظهن وذكرهن، وهذا يدل على أن النساء كن في مكان منعزل عن الرجال، وكان هذا والعصر هو عصر قوة في الدين وبعد عن الفواحش، فكيف بعصرنا هذا؟ فإن الواجب توقي فتنة النساء بكل ما يستطاع، ولا ينبغي أن يغرنا ما يدعو إليه أهل الشر والفساد من المقلدين للكفار من الدعوة إلى اختلاط المرأة بالرجال، فإن ذلك من وحي الشيطان والعياذ بالله، هو الذي يزين ذلك في قلوبهم، وإلا فلا شك أن الأمم التي كانت تقدم النساء وتجعلهن مع الرجال مختلطات، لا شك أنها اليوم في ويلات عظيمة من هذا الأمر.

 

يتمنون الخلاص منه فلا يستطيعون، ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى أربعة أصناف من المال، كل نوع من المال يتمول به صنف من الناس، أما الذهب والفضة فيتمول بها التجار، وأما الخيل المسومة فيتمول بها الملوك، وأما الأنعام فيتمول بها أهل البوادي، وأما الحرث فيتمول بها أهل الرساتيق، فتكون فتنة كل صنف في النوع الذي يتمول، فأما النساء والبنون ففتنة للجميع، فقال طاوس ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمر النساء، وروي عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قرأ “وخلق الإنسان ضعيفا” أي وخلق الله الإنسان ضعيفا، أي لا يصبر عن النساء، وكان يقال لا تعقد قلبك مع المال لأنه فيء ذاهب، ولا مع النساء لأنها اليوم معك وغدا مع غيرك، ولا مع السلطان لأنه اليوم لك وغدا لغيرك، ويكفي قي هذا قول الله تعالى كما جاء فى سورة التغابن “إنما أموالكم وأولادكم فتنة”

 

وقال تعالى كما جاء فى سورة التغابن أيضا “إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم” وقوله تعالى كما جاء فى سورة النور “والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم” وقوله تعالى “غير متبرجات بزينة” أي غير مظهرات ولا متعرضات بالزينة لينظر إليهن، فإن ذلك من أقبح الأشياء وأبعده عن الحق، والتبرج هو التكشف والظهور للعيون، ومنه بروج مشيدة، وبروج السماء والأسوار، أي لا حائل دونها يسترها، وقيل للسيدة عائشة رضي الله عنها يا أم المؤمنين، ما تقولين في الخضاب والصباغ والتمائم والقرطين والخلخال وخاتم الذهب ورقاق الثياب؟ فقالت رضى الله عنها يا معشر النساء، قصتكن قصة امرأة واحدة، أحل الله لكن الزينة غير متبرجات لمن لا يحل لكن أن يروا منكن محرما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى