مقال

الدكروري يكتب عن العباس بن عبادة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن العباس بن عبادة

 

بقلم محمد الدكروري

 

يوم أن مات الصحابى الجليل سعد بن معاذ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” جائنى جبريل فقال يامحمد من مات عندكم اليوم فإن أبواب السماء فتحت لروح صعدت وأهتز لها عرش الرحمن، فقام النبى صلى الله عليه وسلم مسرعا فإذا سعد بن معاذ قد مات، ولقد تعجب الصحابة عندما كانوا يحملون جثمان الصحابى الجليل سعد بن معاذ لأنه كان ضخم، فتعجبوا من خفته وهم يحملونه فقالوا يارسول الله نجده خفيفا ولم نعهده هكذا، فقال لهم صلى الله عليه وسلم لأنكم لم تحملوه وحدكم حملته معكم الملائكة، فدخل الرسول صلى الله عليه وسلم ليصلى عليه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتقدم الصحابة والمسجد فارغا، فالصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم قد رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم يتجول فى المسجد يمينا ويسارا، وكأن هناك أحد فى المسجد ويرفع ثوبه، فتعجبوا لذلك فقالوا ماتفعل يارسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم ” يمتلى المسجد بالملائكة” وكان كل ذلك فى سبع سنين وهو عمر إسلام هذا الصحابى الجليل سعد بن معاذ رضى الله عنه، وتأتى أمه فتمدح فى أبنها وتقول كان سعدا كذا وكذا، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم “كل نائحة تكذب الا نائحة سعد بن معاذ، فقال لها ليرقأ دمعك وليخف حزنك فأن الله يضحك لابنك الآن ” ويجب أن نعلم أنه ليس العبرة بمن سبق ولكن العبرة بمن صدق، وأما عن العباس بن عبادة فهو صحابي من الأنصار، وهو العباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم، وكانت أمه وهى عميرة بنت ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة بن عامر بن الخزرج ، وهو خال الصحابى الجليل عبادة بن الصامت، وكان لدى العباس بن عبادة من الأولاد محمد, وأمه هى أنيسة بنت عبد الله بن عمرو بن مالك بن العجلان، بن عامر بن بياضة بن عامر بن الخزرج، وكان أخوه لأمه هو جبلة بن عمرو بن أوس بن عامر بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، وحمزة بن العباس، وكانت أمه الفريعة بنت السكن ، ويقال الفريعة بنت خِداشِ العدوي، وكان لهم عقب فانقرضوا، وانقرض ولد مالك بن العجلان كلهم، وكان العباس بن عبادة خطيبا، وخرج من المدينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأقام معه بمكة، وقيل إنه كان في النفر الستة من الأنصار الذين لقوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فأسلموا قبل سائر الأنصار، وقد شهد بيعة العقبتين، وشهد أحد، وجُرح فيها ومات على إثر ذلك فى السنة الثالثه من الهجرة، وقيل بل كان في النفر الستة الذين لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأسلموا قبل سائر الأنصار، ولقد أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية العباس بن عبادة، ويتضح ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين قال العباس بن عبادة بن نضلة، والذي بعثك بالحق لئن شئت، لنميلن غدا على أهل منى بأسيافنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لم نؤمر بذلك ولكن ارجعوا إلى رحالكم” وكان من ملامح شخصية العباس بن عباده هو فهمه للإسلام ووضوح رؤيته، وقال العباس بن عبادة بن نضلة الانصاري وهو أخو بني سالم بن عوف يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا نعم، قال العباس رضى الله عنه، إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس فإن كنتم ترون أنكم إذا أنهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا أسلمتموه فمن الآن فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة، فقال عاصم، فوالله ما قال العباس هذه المقالة، إلا ليشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بها العقد، وقال عبد الله بن أبي بكر، ما قالها إلا ليؤخر بها أمر القوم تلك الليلة ليشهد عبد الله بن أبي بكر ، أمرهم فيكون أقوى لهم، وقالوا، فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا فقال صلى الله عليه وسلم “الجنة” فقالوا ابسط يدك فبسط يده صلى الله عليه وسلم فبايعوه، ومن مواقف العباس بن عباده مع الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال العباس بن عبادة بن نضلة والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن غدا على أهل منى بأسيافنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لم نؤمر بذلك ولكن إرجعوا إلى رحالكم” ولقد خرج العباس بن عبادة بن نضلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة وقام معه حتى هاجر إلى المدينة فكان أنصاريا مهاجريا، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عثمان بن مظعون رضي الله عنهما،وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكان مهاجرا أنصاريا، وقد شهد يوم أحد، فالتقى هو وسفيان بن عبد شمس السلمي فضربه العباس ضربتين فجرحه جرحتين عظيمين ، فارتث يومئذ، ومكث جريحا سنة، ثم استبل، وقد كان ضرب العباس بن عبادة ضربات، وكان صفوان بن أمية يقول أنا قتلت ابن قوقل، يعني العباس بن عبادة يوم أحد، ولعلهما جميعا شركاء في قتله، وكان العباس بن عبادة عندما هاجر إلى المدينة فكان أنصاريا مهاجريا، وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عثمان بن مظعون، وعثمان هو أبو السائب عثمان بن مظعون الجمحي وهو صحابي بدري من السابقين إلى الإسلام، وهو أول المهاجرين وفاة في المدينة، وهو أول من دفن في بقيع الغرقد، وكان أبو السائب عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي واحدا من السابقين إلى الإسلام حيث أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا، هو وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد وأبو عبيدة بن الجراح، في ساعة واحدة قبل دخول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ليدعو فيها، وعثمان بن مظعون هو أخو الصحابيين عبد الله وقدامة ابني مظعون، والصحابية زينب بنت مظعون وهى زوجة عمر بن الخطاب، وهو خال عبد الله بن عمر وحفصة بنت عمر، وأمه سخيلة بنت العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح، وقد هاجر عثمان مع ابنه السائب الهجرتين إلى الحبشة، ثم عاد إلى مكة عندما بلغه أن قريشا أسلمت رجعوا، ودخل عثمان في جوار الوليد بن المغيرة ثم رد عليه جواره، ثم هاجر عثمان إلى يثرب، وآخى النبى صلى الله عليه وسلم بينه وأبي الهيثم بن التيهان، وقد شهد عثمان بن مظعون مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة بدر، وكان عثمان بن مظعون من أشد الناس اجتهادا في العبادة، فكان يصوم النهار ويقوم الليل، ويجتنب الشهوات، ويعتزل النساء، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في التبتل والاختصاء، فنهاه عن ذلك، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ” أليس لك فيّ أسوة حسنة، فأنا آتي النساء، وآكل اللحم وأصوم وأفطر، وإن خصاء أمتي الصيام، وليس من أمتي من اختصى أو خصى” وكما كان ابن مظعون ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية، وأما عن العباس بن عباده فزوجته أنيسة بنت عبد الله بن عمرو بن مالك بن العجلان بن عامرابن بياضة وقيل أن أنيسة بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شهد العباس يوم أحد، وكان صفوان بن أمية يقول أنا قتلت ابن قَوقل ويعني العباس بن عبادة ، فمات متأثرا بجراحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى