مقال

الدكروري يكتب عن إحسان المسلم إلى المسلم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إحسان المسلم إلى المسلم

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن من إحسان المسلم إلى المسلم، ومما جاءت به شريعة الإسلام هو تطييب الخواطر، وهو أكثر ما يُدخل الجنة التقوى وحسن الخلق، وتطييب النفوس المنكسرة وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين، وهو أدب إسلامي رفيع، وخلق عظيم لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة، فإن تطييب النفوس المنكسرة وجبر الخواطر من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين، وهو أدب إسلامي رفيع، وخلق عظيم لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة، وهو عبادة جليلة، وقد نص أهل المعتقد من أهل التوحيد والسنة على ذلك حتى في بعض مصنفاتهم في العقيدة، فقال الإمام إسماعيل بن محمد الأصبهاني في كتابه الحجة في بيان المحجة.

 

” ومن مذهب أهل السنة التورع في المآكل والمشارب والمناكح، ثم قال ومواساة الضعفاء والشفقة على خلق الله، فأهل السنة يعرفون الحق، ويرحمون الخلق، وأئمة أهل السنة والعلم والإيمان فيهم العدل، والرحمة، والعلم، فيريدون للناس الخير، وقد جاءت هذه الشريعة بما يطيب النفوس، واستحبت التعزية على سبيل المثال لأهل الميت لتسليتهم ومواساتهم، وتطييب خاطرهم، عند فقد ميتهم، وكذلك يطيب خاطر المطلقة بالتمتيع، وهو حق على المحسنين، متاعا بالمعروف، فإذا لم يفرض لها مهر كان المتاع والتمتيع واجبا على المطلق، وإذا كان لها مهر أخذته، فإن تمتيعها بشيء تأخذه معها وهي ترتحل من مال غير المهر، أو ثياب، أو حلي، ونحو ذلك جبرا لخاطرها، وتطييبا للقلب المنكسر بالطلاق.

 

كما قال تعالى “متاعا بالمعروف” فقال تعالى فى سورة الأحزاب “فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا” لماذا؟ لأن القلب قد حصل فيه انشعاب، والنفس قد كسرت وكسرها طلاقها، فجبر الكسر بالمتاع من محاسن دين الإسلام، لا كأخلاق أهل هذا الزمان الذين أدى بهم غياب العقل إلى إحداث حفلات للطلاق، وأيضا فقد أقرت الدية في قتل الخطأ لجبر نفوس أهل المجني عليه، وتطييبا لخواطرهم، كما قال ابن قدامه رحمه الله، وكان من توجيهات الله عز وجل لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ” فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر” فكما كنت يتيما يا محمد صلى الله عليه وسلم فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، ولا تذله، بل طيب خاطره، وأحسن إليه، وتلطف به.

 

واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك، فنهى الله عن نهر السائل وتقريعه، بل أمر بالتلطف معه، وتطييب خاطره، حتى لا يذوق ذل النهر مع ذل السؤال، وهذا أدب إسلامي رفيع، وهذا مع المحتاجين، وليس مع المتحايلين الكذابين، فقد عاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم لأنه أعرض عن الأعمى، وقد جاءه يستفيد، يسأل يا رسول الله علمني مما علمك الله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم منشغلا بدعوة بعض صناديد قريش، فأعرض عنه، فأنزل الله عز وجل “عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى” وقال القرطبي في التفسير “فعاتبه الله على ذلك لكي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان” تطييب الخواطر لمن انكسر قلبه من مصيبة مثلا واضح جدا في السنة النبوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى