مقال

الدكروري يكتب عن ثلاثة أمور تجاه الوالدين

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن ثلاثة أمور تجاه الوالدين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد أمر سبحانه وتعالى بثلاثة أمور تجاه الوالدين فقال تعالي في كتابة الكريم ” وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمه وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا” وأمر الله عز وجل بالقول الكريم اللين وخفض الجناح، والدعاء لهما، يعني ادعوا لهما في حياتهما وفي موتهما، وكان أبو هريرة رضي الله عنه إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته، فتقول وعليك السلام يا بنى ورحمة الله وبركاته فيقول رحمك الله كما ربيتني صغيرا، فتقول رحمك الله كما بررتني كبيرا، وإذا أراد أن يدخل صنع مثله، فإنه ليس من البر قطيعة الوالدين وهجرهما واسلامهما للخادم والمرافق أو للوحدة الموحشة، فالإنسان ليس مجرد مخلوق يأكل ويشرب، الإنسان أكبر من ذلك، فله أشواق وطموحات، وحقوق أدبية.

ومن حق الأب والجد أن يعيش مع أولاده وأحفاده، ومن حق الأحفاد أن يستمعوا إلى حكايات جدهم، وأن يتعلموا من تجاربه، من حقهم أن يؤنسهم، ومن حقه أن يؤنسوه، فإن رعاية المسنين في الإسلام نموذج أمثل للتكافل الاجتماعي فقيمنا قيم إسلامية أصيلة، ترحم الضعيف والصغير، وتوقر الكبير، وتحترم العالم والسلطان، وقيم غيرنا من غير المسلمين قيم غربية غريبة تفككت أسرهم فلا يكاد الابن يعرف أباه أو أمه بمجرد أن يبلغ الحلم، وهام كل واحد على وجهه، ولذلك احتاجوا إلى أن يحتفلوا بعيد للأم، يوم في العام يتذكر الواحد منهم فيه أن له أما، وماذا يفعل؟ لعله يرسل إليه بهدية، أو رسالة ود أو نحو ذلك، هذه هي حياتهم، يرمونهم في المصحات ودور المسنين ويعيش أحدهم في وحدة وغربة، لا يتمتع فيها بأبناء ولا أحفاد، والإسلام لا يرضى للإنسان إلا أن يحيا كريما عزيزا موقرا.

ويقول الله تعالى ” ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير” فيا كل إبن احرص على مراعاة كبرة والديك وتذكر أنك وإن كنت قويا الآن فستعود يوما إلى ضعفك الذي كنت عليه، فلا تتكبر عليهما لأجل منصب أو زوجة أو غيرها واعلم انك إذا أكرمت شيخا وأنت شاب، جزاك الله من جنس عملك، فهيأ لك وأنت شيخ من يكرمك وأنت في حاجة إلى الإكرام، وبروا آباءكم، تبركم أبناءكم، وإن من أعظم القيم التي دعت إليها سورة الحجرات إعلاء مبدأ الأخوة والإصلاح بين الناس ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى “إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون” فالإصلاح من أعظم القيم التي دعت إليها السورة الكريمة، والتي يدعو إليها ديننا الحنيف. 

الذي يؤسس لمجتمع إنساني متماسك متسامح ويعمل على إرساء قيمة العيش المشترك في جو من الألفة والتقارب، بعيدا عن التنازع وهو علاج لكل مواطن النزاع والخلاف، ففي إطار الأسرة يدعونا القرآن الكريم إذا ما وقع خلاف بين الزوجين، ولم يتمكنا من معالجته إلى إرسال من يتوسم فيه الصلاح من أهلهما للإصلاح بينهما، ويقول تعالى “وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا” وتمتد هذه الروح الإصلاحية إلى المجتمع ليكون متصالحا، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى ” لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى