مقال

قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا

جريدة الاضواء

قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا 

بقلم / هاجر الرفاعي 

إننا ياعباد الله نعمل ونجد ونجتهد لتأدية الواجبات والعبادات والسعي في الخيرات وجميع الاعمال الدنيوية والدينيه المفروضة علينا ولكن الخوف يأتي من قبولها ام عدم قبولها فيوجد منا من يعمل ولكن عملة يكن غير مقبول والعياذ بالله ولكن عدم قبولة نتيجة مترتبة على اشياء فعلها وقد تكون انه يعمل هذا العمل او العبادة من باب الرياء او لأن ينال التقدير من الناس فهذا سياخذ اجرة من الناس ولا يوجد. له ثواب عند الله،، او انه يكفر ويكذب بآيات الله ويؤديها ولكن يتخذها هزوا اوللئك هم الخاسرون تطبيقا لقول الله تعالى في سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم : “قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالا *

*الذين ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا**أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنا**

فالله سبحانه وتعالى يعلم والعلم كله عنده ان منا من يعمل ويحسب انه يحسن صنعا أي يحسن عبادة او عمل او اي شيء دنيوي او ديني ولكن عملة غير مقبول ولا يكون مسجل في صحيفته فجاء تفسير ابن كثير الصحيح للآية 103 من سورة الكهف: “قال البخاري : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عمرو ، عن مصعب قال : سألت أبي – يعني سعد بن أبي وقاص – : ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ) أهم الحرورية ؟

 قال : لا هم اليهود والنصارى ، أما اليهود فكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، وأما النصارى كفروا بالجنة ، وقالوا : لا طعام فيها ولا شراب . والحرورية الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه . وكان سعد رضي الله عنه ، يسميهم الفاسقين .وقال علي بن أبي طالب والضحاك ، وغير واحد : هم الحرورية .ومعنى هذا عن علي ، رضي الله عنه : أن هذه الآية الكريمة تشمل الحرورية كما تشمل اليهود والنصارى وغيرهم ، لا أنها نزلت في هؤلاء على الخصوص ولا هؤلاء بل هي أعم من هذا; فإن هذه الآية 

مكية قبل خطاب اليهود والنصارى وقبل وجود الخوارج بالكلية ، وإنما هي عامة في كل من عبد الله على غير طريقة مرضية يحسب أنه مصيب فيها ، وأن عمله مقبول ، وهو مخطئ ، وعمله مردود ، كما قال تعالى : ( وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية )وقوله تعالى : ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) وقال تعالى : ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ) .وقال في هذه الآية الكريمة : ( قل هل ننبئكم ) أي : نخبركم ( بالأخسرين أعمالا )،،، 

وجاء تفسير الطبراني الصحيح للآية 104 من سورة الكهف: “القول في تأويل قوله : ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) يقول: هم الذين لم يكن عملهم الذي عملوه في حياتهم الدنيا على هدى واستقامة، بل كان على جور وضلالة، وذلك أنهم عملوا بغير ما أمرهم الله به بل على كفر منهم به، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا : يقول: وهم يظنون أنهم بفعلهم ذلك لله مطيعون، وفيما ندب عباده إليه مجتهدون، وهذا من أدَل الدلائل على خطأ قول من زعم أنه لا يكفر بالله أحد إلا من حيث يقصد إلى الكفر بعد العلم بوحدانيته، وذلك أن الله تعالى ذكره أخبر عن هؤلاء الذين وصف صفتهم في هذه الآية، أن سعيهم الذي سعوا في الدنيا ذهب ضلالا وقد كانوا يحسبون أنهم محسنون في صنعهم ذلك، وأخبر عنهم أنهم هم الذين كفروا بآيات ربهم. 

ولو كان القول كما قال الذين زعموا أنه لا يكفر بالله أحد إلا من حيث يعلم، لوجب أن يكون هؤلاء القوم في عملهم الذي أخبر الله عنهم أنهم كانوا يحسبون فيه أنهم يحسنون صنعه ، كانوا مثابين مأجورين عليها، ولكن القول بخلاف ما قالوا، فأخبر جل ثناؤه عنهم أنهم بالله كفرة، وأن أعمالهم حابطة.وعنى بقوله: ( أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) عملا والصُّنع والصَّنعة والصنيع واحد، يقال: فرس صنيع بمعنى مصنوع.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى