مقال

الدكروري يكتب عن حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية

جريدة الاضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اتقوا الله عباد الله مادمتم في دار العمل، وأدوا الأمانة على وجهها، وقوموا بها في جميع مجالاتها، واستعينوا بالله تبارك وتعالى على ذلك، فإنه نعم المولى ونعم المُعين سبحانه وتعالي، ولقد جعل الاسلام من حقوق الطفل بمجرد ولادته الاستبشار بقدومه، والتأذين في أذنيه، واستحباب تحنيكه حلق شعر رأسه والتصدق بوزنه، واختيار الاسم الحسن للمولود، والعقيقة، وإتمام الرضاعة، والختان والحضانة والنفقة والتربية الإسلامية الصحيحة، وقد اهتم الاسلام بتربية الأطفال وراعى الجوانب المتعددة للتربية ومنها التربية الإيمانية العبادية، والتربية البدنية، والتربية الأخلاقية، والتربية العقلية، والتربية الاجتماعية والتربية بالإشارة، والتربية بالموعظة وهدي السلف، والتربية بالعادة.

والتربية بالترغيب والترهيب ولقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالطفل المولود “أن يؤذن في أذنه اليمنى، وفي لفظ “لكنه ضعيف” وأن يقام في اليسرى” ولابن القيم كلام جميل في تحفة المودود يقول أمر النبي صلى الله عليه وسلم “أن يؤذن، ليكون أول ما يطرق قلب الطفل التوحيد وهو قول لا إله إلا الله محمد رسول الله” فينشأ على حب الله وعلى حب رسول الله، وتغرس في قلبه شجرة الإيمان، ويطرد منه الشيطان لأن الشيطان يفر من الأذان، إذا أذن المؤذن فر الشيطان فهو لا يقبل الأذان ولا يقبل ذكر الله، فالوصية كما ثبت عند أبي داود والترمذي أن يؤذن في أذنه اليمنى، كما في حديث أبي رافع وابن عباس رضى الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم “لما ولد لابنته فاطمة الحسن بن علي أذن في أذنه اليمنى”

وينسب إلى عمر بن عبد العزيز أنه قال “ويقام في الأذن اليسرى” فهذه معالم التوحيد، فهي تبدأ بلا إله إلا الله وتنتهي بلا إله إلا الله، أول ما يقع رأس الطفل في الأرض ينبغي أن يعلم بأنه لا إله إلا الله، ويؤذن في أذنه، ويوم تقبض روحه عليه أن يختم حياته بلا إله إلا الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله، دخل الجنة” وإن الأسرة في المجتمع خلية هامة ورئيسية لتربية الطفل وتنشئته، فالولد يقضي ثلثي حياة الطفولة مع والديه في البيت، ويأخذ من تلك البيئة صفاتها ومقوماتها وينشأ على القواعد النفسية والاجتماعية المؤسسة عليها، حيث تلعب الأسرة دورا هاما في التنشئة الاجتماعية إذ يتلقي الأبناء تدريباتهم الأولى في الحياة من خلال الأسرة.

حيث يعتمد الأطفال إعتمادا كبيرا على الوالدين مما يؤدي إلى تكوين علاقة عاطفية وثيقة بين الآباء والأبناء، فعدم وعي الوالدين بمسؤوليتهما تجاه الأبناء واستخدامهما القسوة الزائدة أو التدليل في التنشئة عادة ما يكون له آثار سلبية على الأبناء، إذ تقوم الأسرة بإشباع حاجات الفرد وتحقيق انجازات المجتمع عند قيامها بوظائفها الاقتصادية والتشريعية والتنفيذية والقضائية والدينية والتربوية، وتنظيم الإنجاب وإعالة الطفل، وأن من وظيفة الأسر إنجاب الأطفال والمحافظة الجسدية على أعضائها ومنحهم المكانة الاجتماعية والتنشئة الاجتماعية، وعلى ذلك يمكن أن تصنف وظائف الأسرة بحفظ النوع البشري وفق قواعد بشرية مبينة على التعاليم الإلهية في الشريعة الإسلامية بقصد التعمير والاستمرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى