مقال

الدكروري يكتب عن من لعنه الله وغضب عليه

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن من لعنه الله وغضب عليه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الجاهل بالحق هو الضال، والمغضوب عليه هو ضال عن هداية العمل والضال مغضوب عليه لضلاله عن العلم الموجب للعمل، فكل منهما ضال مغضوب عليه، ولكن تارك العمل بالحق بعد معرفته به أولى بوصف الغضب وأحق به، ومن هاهنا كان اليهود أحق به، وهو متغلظ في حقهم، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم ” بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده، فباءوا بغضب على غضب” وقال الله تعالى ” قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاعوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل” وإن الجاهل بالحق هو أحق باسم الضلال، ومن هنا وصفت النصارى به في قوله تعالى.

 

” يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا، وضلوا عن سواء السبيل ” فالأولى في سياق الخطاب مع اليهود، والثانية في سياقه مع النصارى، وفي الترمذي وصحيح ابن حبان، من حديث عدي بن حاتم قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون” وليس الحكم على النصارى بالضلال بسبب أنهم ما كانوا يعلمون بخروج النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأن اليهود كانوا يعلمون، لأن النصارى المطلعين على الإنجيل كانوا يعلمون ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما يدل له إخبار صاحب سلمان الفارسي له بذلك، ولقد كان سبب هجرة اليهود إلى المدينة المنوره قبل البعثة المحمدية هو ما عانوه من الاضطهاد.

 

فقال المقريزي في إمتاع الأسماع، وقد مات نبى الله موسى عليه السلام فقالت بنو إسرائيل لهم قد عصيتم وخالفتم الآباء، فقالوا نرجع إلى البلاد التي غلبنا عليها فنكون بها، فرجعوا إلى يثرب فاستوطنوها وتناسلوا بها، إلى أن نزلت عليهم الأوس والخزرج بعد سيل العرم، ويقال بل كان نزولهم أولا من نواحي العالية، وانحدر بها الآطام والأموال والمزارع، فلبثوا في نواحيه زمانا طويلا حتى ظهرت الروم على بني إسرائيل وخرج بنو قريظة، والنضير، وبنو هذيل من يثرب ونزلوا الغابة وهو موضع قرب المدينة من ناحية الشام، ثم تحولوا عنها لوبائها إلى عدة مواضع من نواحي يثرب، والحدم اسم موضع، ويقال بل كان نزول اليهود بيثرب حين وطئ بختنصر بلادهم بالشام وخرب بيت المقدس.

 

فحينئذ لحق من لحق منهم بالحجاز، كقريظة، والنضير، وسكنوا خيبر، ويثرب، حتى قدمت الأوس والخزرج عليهم، وكانت لهم معهم حروب ظهرت عليهم اليهود، ولكن هل اليهود كتبوا العهد القديم قبل ولادة النبي عيسى عليه السلام، ثم أخذه النصارى من اليهود ووضعوه في إنجيلهم؟ وهل هناك فرق بين العهد القديم عند اليهود وبين العهد القديم عند النصارى، فإنه بلا شك في أن العهد القديم وُجد قبل ولادة المسيح عليه السلام، وهو يشمل ما يعرف عند المسلمين بالتوراة التي كانت من عهد نبى الله موسى عليه السلام، وقد تلقاه النصارى من اليهود، وجعلوه مع أناجيلهم الأربعة، وما ألحق بها من الرسائل كتابا مقدسا, بينما لا يؤمن اليهود إلا بالعهد القديم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى