مقال

الدكروري يكتب عن المؤرخ أبو الحسن مع فرق أهل الأهواء

الدكروري يكتب عن المؤرخ أبو الحسن مع فرق أهل الأهواء

الدكروري يكتب عن المؤرخ أبو الحسن مع فرق أهل الأهواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر الكثير عن الإمام العجلي وهو أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي، وإن من فرق أهل الأهواء التى يشير إليها العجلي هم الشيعة والنواصب، والقدرية، والمرجئة، والجهمية، والخوارج، ومع الإشارة إلى عقائدهم يطلق عليهم ما يستحقون من مراتب الجرح والتعديل، كثقة أو لا بأس به، أو ضعيف، أو غير ذلك، وهذا يدل على أن الإمام العجلي كغيره من المحدثين لا يترك الرواية عن أحد لمجرد ما وجد فيه من خلاف عقدي أو فكري، بل المدار على الصدق والعدالة والضبط، فإذا كان الراوي متصفا بالورع والتقوى والصدق والضبط فيصدق في خبره إلا إذا أدت بدعته إلى الكفر أو الكذب فحينذاك تسقط عدالته، وقد فصل أهل العلم القول في قبول رواية أهل البدع فليراجع في مظانه.

وأما عن ما تقدم من ألفاظ الأئمة في الثناء على العجلي، ما بين أنه إمام من أئمة النقد، وأنه من كبار الحفاظ مع التدين المتين والورع والزهد، حتى إنه كان يقرن في ذلك بيحيى بن معين والإمام أحمد بن حنبل إمامي السنة والجرح والتعديل، بل لقد مضى الأئمة على اعتماد أقوال العجلي، والنص على أنه من أئمة الجرح والتعديل المعتمدين، وعلى الثناء على كتابه في الجرح والتعديل، فكتاب العجلي أحد موارد الخطيب البغدادي، والحميدي وابن عساكر، والمزي، والذهبي، وابن رجب الحنبلي، والحافظ ابن حجر، والسخاوي، والسيوطي، وابن العماد الحنبلي، وغيرهم، وقال ابن ناصر الدين عنه وكتابه في الجرح والتعديل يدل على سعة حفظه وقوة باعه الطويل، وعلى هذا لا تجد أحدا من الأئمة السابقين.

أي قبل العصر الحديث من وسم العجلي بالتساهل في التوثيق وأنه لا يعتمد على توثيقه إذا انفرد به لراوي لم نجد فيه قولا لغيره، وأول من وصف العجلي بالتساهل في التوثيق هو العلامة المحقق عبد الرحمن ابن يحيى المعلمي حيث قال في طليعة التنكيل لما ورد في تأنيب الكوثري من الأباطيلن والعجلي قريب من ابن حبان في توثيق المجاهيل من القدماء، وتبعه على ذلك العلامة محمد ناصر الدين الألباني، في مواطن كثيرة من كتبه، منها قوله في سلسلة الأحاديث الصحيحة، العجلي معروف بالتساهل في التوثيق، كابن حبان تماما، فتوثيقه مردود إذا خالف أقوال الأئمة الموثوق بنقدهم وجرحهم، ثم انتشر هذا القول بتساهل العجلي بين طلبة العلم وأصحاب التأليف، حتى شاع واشتهر، ولم تعد ترى فيهم من يدفعه أو يخالفه.

بل من يناقشه بالدليل والبرهان، فأصبح من الأمور المسلمة عندهم، لا يحتاج إلى استدلال، بل ربما لا يجوز ذلك فيه، وخطأ ذوي الفضل كالمعلمي والألباني يزيد من فضلهم، لأنه أجر واحد من مجتهد معذور، يضاف إلى ما سبقت به أعمالهم تقبلها الله لكن تقليدهما فيه، والتعصب لذلك جهلا واستكبارا هو المأخوذ على صاحبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى