مقال

وصية القرآن الكريم للمسلمين

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن وصية القرآن الكريم للمسلمين
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الأحد الواحد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو المستعان على ما نرى ونشاهد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقد عظم البلاء وقلّ المساعد، وحسبنا الله ونعم الوكيل وقد عظم الخطب والكرب زائد، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله أفضل أسوة وأكرم مجاهد، صلى الله عليه وعلى آله أولي المكارم والمحامد، وصحبه السادة الأماجد والتابعين ومن تبعهم بأحسن السبل وأصح العقائد، وسلم تسليما كثيرا، قيل أنه جاء الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ادع الله على ثقيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم اهد ثقيفا” قالوا يا رسول الله ادع عليهم، فقال صلى الله عليه وسلم ” اللهم اهد ثقيفا”، فعادوا فعاد، فأسلموا وكانوا ممن ثبت يوم الردة، ومن صور الدعاء ما كان من اليهود.

حيث كانوا يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم يرحمكم الله، فلم يحرمهم من الدعوة بالهداية والصلاح، فكان يقول “يهديكم الله ويصلح بالكم” وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل هدايا مخالفيه من غير المسلمين، فقبل هدية زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن أبي مشكم في خيبر، حيث أهدت له شاة مشوية قد وضعت فيها السم، وقد قرر الفقهاء قبول الهدايا من الكفار بجميع أصنافهم حتى أهل الحرب قال في المغني ” ويجوز قبول هدية الكفار من أهل الحرب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل هدية المقوقس صاحب مصر” وكما تظهر رحمته النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين في كتبه إليهم حيث تضمنت هذه الكتب دعوتهم إلى الإسلام بألطف أسلوب وألين عبارة.

وكان صلى الله عليه وسلم يغشى مخالفيه في دورهم ويأتيهم في مجالسهم تواضعا منه ودعوة لهم إلى دين الإسلام، فعن أبي هريرة رضي الله عه قال بينا نحن في المسجد إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انطلقوا إلى يهود فخرجنا معه حتى جئناهم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فناداهم فقال “يا معشر يهود أسلموا تسلموا” فقالوا قد بلغت يا أبا القاسم، وعاد صلى الله عليه وسلم يهوديا كما في البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن غلاما ليهود كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال “أسلم ” فأسلم، فإن الرحمة هي وصية القرآن الكريم ووصية النبي الأمين صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى ” ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة”

فعن عبد الله بن عمرو قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله ” رواه الترمذي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول ” لا تنزع الرحمة إلا من شقي” رواه الترمذي، فأين نحن من هذا الخلق العظيم الكريم وهو خلق الرحمه وما هو نصيبه من حياتنا ولنتسأل عنه في واقعنا ومعاشنا فهل نحن رحماء مع آبائنا وأمهاتنا والله عزوجل يقول ” واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ” وأين نحن من رحمة أبنائنا وبناتنا وأزواجنا والنبي صلى الله عليه وسل يقول ” من لا يرحم لا يرحم”

وأين نحن من رحمة الضعفاء والمساكين من خدم وفقراء وغيرهم والله عزوجل يقول ” فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر” وأين نحن من التراحم فيما بيننا والله عزوجل يقول ” رحماء بينهم” فهي دعوة لأن نلين قلوبنا ولأن نكون محبوبين ولأن نكون حريصين على نفع الآخرين ولأجل أن يكون المجتمع متحابا مترابطا بعيدا عن كل شقاء وعناء، فاللهم زينا بزينة الإيمان وأرزقنا حسن الأخلاق واجعلنا من عبادك الرحماء واشملنا برحمتك وبعفوك وبفضلك ووالدينا وجميع المسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى