مقال

النيات في أفعال الخير

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن النيات في أفعال الخير
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا أما بعد، فإذا سألتم الله تعالي فاسألوه أن تبقى ضمائركم حية دائما مهما جارت عليكم الأيام وألّا يأتي يوم تكون قلوبكم فيه خاوية على عروشها، منزوعة من الرحمة، فيا رب علمني أَن أُحب الناس كما أُحب نفسي، وعلمني أن أحاسب نفسي كما أحاسب الناس وعلمني أن التسامح هو أكبر مراتب القوة وأن حب الانتقام هو أول مظاهر الضعف، واذا أسأت الى الناس فأعطني شجاعة الاعتذار، واذا أساء إليّ الناس فأعطني شجاعة العفو، وساعدني لأقول كلمة الحق في وجه الأقوياء.

ولا أقول الباطل لأكسب تصفيق الضعفاء وأن أرى الناحية الأخرى من الصورة ولا تتركني أتهم خصومي بأنهم خونة لأنهم اختلفوا معي في الرأي، فإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي وإذا أعطيتني تواضعا فلا تأخذ اعتزازي بكرامتي ولا تدعني أُصاب بالغرور إذا نجحت ولا باليأس إذا أخفقت، فاللهم إنى أعامل الناس بالنيه وبحسن ظنى فأعطنى على قد نيتى وابعد عنى الخبيث منهم ومن آراد بى سوء وسخر لى الطيب من عبادك يارب، اللهم امين يارب العالمين، واعلموا أن نية العبد خير من عمله فقد يحج ولا يقبل منه لسوء نيته، وقد لا يحج ويكتب له أجر حجة وعمرة تامتين تامتين لصدق نيته، لذلك جاء أول حديث في البخارى “إنما الأعمال بالنيات” فإذا كان الحج قد فاتك فإن أفعال الخير لا تفوتك فتلحق بركب الحجيج.

وما أجمل مقولة أحد السلف “من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عرفه، ومن عجز عن المبيت بمزدلفة، فليبيّت عزمه على طاعة الله وقد قرّبه وأزلفه، ومن لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المُنى، ومن لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إليه من حبل الوريد، فإن المشكلة تكمن في عدم معرفة قيمة الوقت، الوقت سريع التقضي، فإنه أبي التأتي، لا يرجع مطلقا، والعاقل هو الذي يفعل ما يغتنم به وقته، قال بعض أهل العلم ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ثم ليس فقط انتهاز العمر بالطاعات، واغتنام الأوقات بالعبادات، وإنما يقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل، وهذه مسألة تحتاج إلى فقه، اغتنام الوقت في أفضل ما يمكن تحتاج إلى فقه.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ” رواه البخارى، ويقول الحسن البصري ما من يوم ينشق فجره إلا وينادى يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود منى فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة” وإنما أنت أيام مجموعة كلما مضى يوم مضى بعضك” ولإن لقيمة الوقت ربط المولي عز وجل جميع أركان الإسلام بوقت معين ومحدد ليلفتنا إلي قيمة الوقت فالصلاة لاتصح إلي بدخول الوقت، فقال تعالى ” إن الصلاة كانت على الإنسان كتابا موقوتا” والزكاة لاتؤدي إلا في وقت معين حال عليها الحول أو وقت حصاده، فقال تعالى “كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى