مقال

كالصنارة من دون الطعم

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن كالصنارة من دون الطعم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 16 نوفمبر 2023

إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إن الحسب محتاج إلى الأدب والمعرفة محتاجة إلى التَجربة‏، وإن صلاح أمرك بالأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم، وكذلك فإن الجمال من دون الأخلاق والكياسة كالصنارة من دون الطعم، ولا يمكن لأحد أن ينال الاحترام عن طريق فعل ما هو خاطئ، وحُسن الخُلق خير قَرِين والأدب خير ميراث والتوفيق خير قائد‏، فإن الأمم الراقية لم ترتفع إلا بالعمل وبالاحترام ما يعمله أفرادها، والعقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة، حتى ولو لم يؤمن بها، وأدنى أخلاق الشريف كتمان سره.

وأعلى أخلاقه نسيان ما أسر إليه، وكذلك فإن الحب والصداقة والاحترام لا توحّد الناس مثلما تفعل كراهية شيء ما، وإن الأخلاق نبتة جذورها في السماء، أما أزهارها وثمارها فتعطر الأرض، وقيل اتبع احترام ثلاثة، احترام الذات، احترام الآخرين، احترام جميع أفعالك، فإن كان لا بد من العصبية، فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق ومحامد الأفعال، وإن الحب دون احترام متقلب وسريع الزوال، والاحترام دون حب واهن وبارد، وإذا أردت أن تعرف أخلاق رجل فضع في يده سلطة ثم أنظر كيف يتصرف، وإبسط وجهك للناس تكسب ودهم، وألن لهم الكلام يحبوك، وتواضع لهم يجلوك، وإن مظاهر رعاية الحقوق في الإسلام هو حق الإنسان في الحياة حيث حرم الإسلام الاعتداء على حياة الإنسان، وحرم كذلك كل ما من شأنه الانتقاص من قدره.

وكذلك حق الإنسان في الاعتقاد، حيث إن الإسلام لم يجبر أحدا على الدخول فيه واعتناقه، لقوله تعالى فى سورة البقرة ” لا إكراه فى الدين” وأيضا الحق الفكري وحق الرأي والتعبير، فمن حق الإنسان أن يفكر كيفما يشاء، ويعبر عن رأيه ما دام لم ينتهك حق الآخرين، ويهدد أمنهم ووجودهم، وينتقص من قدرهم، والحق السياسي والاقتصادي وهى الملكية فمن حق الفرد أن يكون مشاركا في الحياة السياسية، ومن حقه أيضا التملك في ظل ضوابط عامة حددتها الشريعة، وكذلك حق السكن والعيش الكريم، فمن حق الإنسان أن يتمتع بالسكن المناسب، وكذلك مقومات الحياة الأساسية، فكل هذه الأمور حرص الإسلام على تحقيقها، وكذلك حق المرأة حيث منحها الإسلام المكان المرموق المناسب لها.

وأخرجها من صور الظلم التي كانت تعيشها، فمنحها حق التملك وحق اختيار زوجها، وحقها في الميراث، فساوى بينها وبين الرجل في التكاليف العامة، مع مراعاة خصائص أنوثتها، وقد سبق الإسلام في ذلك كل الحضارات والثقافات البشرية، فاللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم عليك بأعداء الملة والدين، اللهم ارفع عنهم يدك وعافيتك، اللهم اهلكهم بالقحط والسنين، يارب العالمين، اللهم لا تقم لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية، يا قوي يا عزيز، اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك وأيده بتأيدك واجعل عمله في رضاك، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى