اخبار عربية

يحْدُثُ التباس لدى البعض بين المقاطع التي تنتشر لأحداث غزة، وبين مقاطع أخرى لأحداث مشابهة حصلت في سوريا أو غيرها

جريدة الأضواء

‏يحْدُثُ التباس لدى البعض بين المقاطع التي تنتشر لأحداث غزة، وبين مقاطع أخرى لأحداث مشابهة حصلت في سوريا أو غيرها.
وبعيداً عن أهمية التدقيق وعدم الاستعجال في النشر إلا أن هناك معنى مهما يظهر من هذا الإشكال، ألا وهو:
تشابُه مآسينا وتكرارها،
وتشابه تضحياتنا وتكرارها،
وتشابه الخذلان في كل مرة وتكراره.
وهذا يعني أنّه لا يصلح أن نتفاعل مع مشكلاتنا مفرقة تحت ضغط الاستجابة العاطفية في كل مرة حتى تنتهي فنعود إلى غفلتنا ثم نستيقظ تحت وطأة مأساة جديدة!

وإذا تأملنا في الصورة العامة لمشكلات الأمة سنجد أن الأسباب متشابهة كذلك -وإن كان لكل مشكلة خصوصيتها وظروفها-،
ولذلك فإن تفكيرنا يجب أن يتوجه لأصول الداء وأسس المرض، ومِن ثَمّ إلى الحلول العميقة الجذرية، وهذا يستلزم اليقظة الدائمة والعمل الدؤوب وتحمّل المشاقّ والسعي الحثيث لاستصلاح أحوال الأمة لتكون قادرة على التفاعل مع قضاياها بصورة أعلى وأكثر تأثيراً.
والبعض لا يعجبه هذا الكلام، لأنه لا يصبر على مثل هذا، وإنما تعجبه الخطب الرنانة التي تُخدّر أصحاب العاطفة ثم لا يحدث بعدها شيء مؤثر،
أو يعجبه تقديم الفتاوى القوية؛ فيفرح بها، ثم لا تجد من يطبقها أو يعمل بها -كما حصل في أحداث غزة حيث قدم بعض العلماء جزاهم الله خيرا فتاوى عملية قوية للأمة ولكن لم يعمل بها أحد في الواقع- وذلك لوجود الفراغ الحقيقي بين الجهات المنظّرة وبين المحلّ القابل للفعل على أرض الواقع، أو لتقل: الفراغ بين الفكرة وبين القادرين على حملها والتفاعل مع الواقع من خلالها.
وهذا يعيدنا مرّات وكرّات للقول بأن من أهم واجبات الوقت: صناعة المصلحين؛ الذين تُردم بهم هذه الفجوة ويُملأ بهم الفراغ ويحصل بهم التأثير.
محمد شبكة
‎#كلنا_مع_غزة
‎#ألم_وأمل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى