مقال

الجد والمثابرة وإغتنام الأوقات

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الجد والمثابرة وإغتنام الأوقات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 13 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وصلى الله وسلم على عبدالله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن الإنسان في هذه الدنيا مكلّف بأداء الأمانة التي تحملها، والناس في أداء الأمانة مختلفون فمنهم المقصر ومنهم المجتهد، ومنهم المتقن لأداء أمانته على أكمل وجه، والمؤمن مأمور بإتقان العمل في كل شيء حتى في أمور الدنيا، بل إنك تجد المتقن لأمور الآخرة متقنا لأمور الدنيا، والعكس بالعكس، ولنتأمل حالنا في إتقان العمل، هل نحن متقنون لأعمالنا، فكلما أتقن العبد عمله زاد أجره عند ربه فعلى قدر إتقان العمل يزداد الأجر، ولنا في الكون فكرة وعبرة فالله تعالي كل أفعاله في غاية الإتقان فانظر إلى السماء وحُسنها هل ترى لها من فطور.

وكيف رفعها الله تعالي في أحسن صورة بلا عمد، وانظر إلى نفسك وخلقك، فقد خلقك الله في أحسن تقويم، وكلما قلبت نظرك في خلق الله زاد إيمانك، وعلمت أن الخلق أوجد على أحسن حال وأتقن صورة، وإن المسلم العاقل الحازم هو الذي يتوق إلى رضا الله ورضوانه، ويعلم أن طريق ذلك جد وعمل، واجتهاد ومثابرة، واغتنام الأوقات بما يرضي الله تعالى من الصالحات، وفعل الخيرات، فيبادر ويسارع قبل انصرام العمر، وحلول الأجل، وإن طول العمر، مع حسن العمل، لمن علامات سعادة الإنسان، فالمؤمن لا يزيده طول العمر إلا خيرا، فهو يتوب من الزلات والخطايا، ويتزود من الصالحات والحسنات، ويكون المؤمن أكثر عقلا وفقها وأكثر إدراكا، فلا تزيد الأيام العبد المؤمن الصالح إلا خيرا بإذن الله عز وجل.

فالأعوام والشهور والأيام والساعات تمضي وتنقضي وهي رأس مال الإنسان في هذه الحياة الفانية، فالسعيد من اغتنمها في الطاعات وشغلها في إرضاء رب الأرض والسموات، والشقي من ضيعها في المنكرات وأهدرها في المعاصي والمحرمات، وإذا كان خير الناس من طال عمره وحسن عمله، فإنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله دائما أن يجعله ممن طال عمره في طاعة، وذلك من أجل أن يكون من خير الناس، فيا من أطال الله عمره وأمدّ بقاءه فجاوزت الشهور والسنين ولا تدري متى الرحيل، فإن كنت ممن وفقت للخيرات فاشكر الله على الفضل الكبير، واحمده على الخير الكثير، وسله سبحانه الإخلاص والثبات حتى الممات، وإن كنت من أهل التقصير والتفريط، وضاع وقتك فيما لا ينفع، فبادر بالتوبة قبل فوات الأوان.

فأبوابها ولله الحمد مفتوحة للتائبين، واغتنم ما بقي من حياتك في طاعة ربك وإرضاء خالقك، واعلم أن الذين أضاعوا أعمارهم في غير طاعة، وأفنوا حياتهم بغير توحيد، ولا إيمان، فهؤلاء باؤوا بالخسران المبين، وإن المشكلة تكمن في عدم معرفة قيمة الوقت، والوقت سريع التقضي، أبي التأتي، لا يرجع مطلقا، والعاقل هو الذي يفعل ما يغتنم به وقته، وقال بعض أهل العلم ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ثم ليس فقط انتهاز العمر بالطاعات، واغتنام الأوقات بالعبادات، وإنما يقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل، وهذه مسألة تحتاج إلى فقه، اغتنام الوقت في أفضل ما يمكن تحتاج إلى فقه، لأن المسألة، مسألة التفاضل بين الأعمال لا يمكن التوصل إليها إلا من خلال الأدلة الشرعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى