اخبار عربية

حكاية دولة الأدارسة في المغرب العربي

جريدة الاضواء

حكاية دولة الأدارسة في المغرب العربي
بقلم د.نسمة سيف
كان قيام الدولة الإدريسية سنة 172، إيذاناً بانفصال المغرب عن الخلافة العباسية، وميلاد شعب متميز في المجموعة الكبرى من الشعوب التي تكون الدولة الإسلامية. ولم يكن المغرب أول من انفصل عن الخلافة العباسية، فقد سبقته الأندلس حين استولى عليها عبدالرحمن الداخل، وأسس فيها الدولة الأموية سنة 138، أي بعد ست سنوات فقط من سقوط الخلافة الأموية في المشرق .
– فكرها السياسى والغطاء الشرعى الذى يمثلها
نهج حكام الأدارسة فى حكمهم نهج الشورى ، ولم يرهقوهم بجبايات ثقيلة كما إنهم عاشوا حياة بسيطة بعيدة عن الترف ، ولم تكن لهم عصبية تسندهم ، ولا أجناد مرتزقة يعتزون بهم ، واختلطوا بأهل البلاد ، وأصهروا إليهم ، حتى انتشر نسلهم ، وما يزال أحفادهم يحظون بمكانة كبيرة فى نسيج المجتمع المغربى حتى هذه الأيام .
مما يجب ملاحظته أن الدولة الإدريسية ، رغمًا عن انتمائها إلى البيت العلوى الحسنى ، لم تكن دولة شيعية بالمعنى المتدوال ، إذا كان لمذهب مالك حضوره الواضح فى هذه الدولة ، وإدريس الأول نفسه يقول عن مالك “نحن أحق بإتباع مذهبه وقراءة كتابه” ، ولكن يمكننا اعتبار الدولة الإدريسية كانت دولة زيدية ، وللإمام الأول رسالة تُعد فى أدبيات المذهب الزيدى ، والمعروف أن هذا المذهب هو أقرب مذاهب الشيعة إلى مذاهب أهل السنة.
– نهايتها
فى سنة 305 ه / 917 م زحف الفاطميون بقيادة مصالة بن حبوس المكناسى إلى فاس فخرج له يحى بن إدريس ، والتقى به على مكناسة الزيتون ، فهُزم هزيمةً شديدةً ، وارتد إلى فاس ، حيث حاصرها مصالة ، ثم صالحه على أموال يدفعها ، ومبايعة عبيد الله المهدى ، ثم عاود مصالة غزو فاس فى سنة 309 ه / 921 م ودخل المدينة ، وأنهى حكم يحي بن إدريس وحبسه ، ثم أطلقه ليموت بعد سنوات فى منفاه بالمهدية .
أصبح موسى بن أبى العافية المكناسى واليًا على المغرب الأقصى من قبل الفاطميين ، لكن الأدارسة عاودوا الثورة وأيدتهم أوربة وغمارة وغيرهما من المصامدة والصنهاجيين ، وظفروا فى بعض المعارك ، لكنهم هزموا فى نهاية الأمر ، وعاود موسى اقتحام فاس فى سنة 313 ه / 925 م ، وأمر بنفى من تبقى من الأدارسة إلى قلعة بجبال الريف ، تُدعى بحجر النسر ، ليبدأ الأدارسة تاريخًا جديدًا لهم ، ولكنهم فى المستقر الجديد بشمال المغرب اندمج الأدارسة مع البربر من سكان المنطقة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى