مقال

الخلل في الإيمان بالقضاء والقدر

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الخلل في الإيمان بالقضاء والقدر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 29 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أمر بالاجتماع ونهى عن الافتراق، وأشهد أن لا إله إلّا الله الحكيم العليم، الخلاق الرزاق، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، رُفع إلى السماء ليلة المعراج حتى جاوز السبع الطباق، وهناك فرضت عليه الصلوات الخمس بالاتفاق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دينه في الآفاق، ومن تبعهم بإحسان إلي يوم التلاق، أما بعد إن القلب ليحزن حينما يري الشباب وهم في أعز قواهم العقلية والجسدية ومع ذلك يفني الشباب قوته وشبابه في الفراغ والسلبية وفي كل ما حرم الله تبارك وتعالي من ملاهي ومشارب وخمور ومجون وغير ذلك ولو لم يكن الإنسان في حاجة للعمل، لا هو ولا أسرته، لكان عليه أن يكون إيجابيا ويعمل للمجتمع الذي يعيش فيه فإن المجتمع يعطيه، فلابد أن يأخذ منه، على قدر ما عنده.

وروى أن رجلا مر على أبي الدرداء الصحابي الزاهد رضي الله عنه، فوجده يغرس جوزة، وهو في شيخوخته وهرمه، فقال له أتغرس هذه الجوزة وأنت شيخ كبير، وهي لا تثمر إلا بعد كذا وكذا عاما؟ فقال أبو الدرداء وما عليَ أن يكون لي أجرها ويأكل منها غيري وأكثر من ذلك أن المسلم لا يعمل لنفع المجتمع الإنساني فحسب، بل يعمل لنفع الأحياء، حتى الحيوان والطير، وبذلك يعم الرخاء ليشمل البلاد والعباد والطيور والدواب، فإن مجتمعنا في حاجة إلى الإيجابية، إيجابية في جميع مجالات الحياة في الفكر والدعوة، ألا فلنحتد ونكون إيجابيين جميعا من أجل بناء مجتمعنا، ومن أجل بناء وطننا، ومن أجل بناء مصرنا، ومن أجل بناء حضارتنا، بعيدين عن التفرقة وعن التشرذم وعن التحزب وعن التشتت.

حتى نحقق آمالنا ويعلو بنياننا ونبلغ منانا، فنكون جميعا أدوات بناء لا معاول هدم، ويتداول المستثمرون حكاية شخص توفي بسكتة قلبية أصابته بعد أن فقد خمسين مليون كذا في أسواق الأسهم المحلية والعالمية، وآخرين أصيبوا بجلطات دماغية، ويتلقون العلاج” واضح جدا أن الأزمة، كشفت الخلل في الإيمان بالقضاء والقدر لذلك صار الوارد قوى، والجسد ضعيف لم يتحمل، والوارد قوى والقلب ضعيف فانهار، فالنتيجة صارت جلطة، سكتة، اكتئاب، انهيار نفسى، ويجب علينا أن نعلم أن قرّاء الكف والدجالين والمشعوذين والمحللين لا يغنون عنهم شيئا، قالوا وأخطؤوا، وقالوا وكذبوا، بدل من اللجوء إلى الله يتم اللجوء إلى الأبراج وإلى قرّاء الكف، وإلى العرافين، فمن الذى يعلم الغيب؟ هل العرّاف يعلم الغيب؟ أم هذا قارئ الطالع يعرف الغيب؟

أم هذا الموقع الذي فيه أبراجك، كل ذلك كلام فارغ، هو أصلا القائم على الموقع هذا هو الذي أنشأه، وألفه، وكتبه من عنده، هو الذى صفه أمامهم، ثم لم يخجل فلان الموظف من الإفصاح بأنه لا يراقب الأسواق العالمية، ولا أخبار الشاشات، وإنما يعتمد على قراءة برجه في اليوم التالي ليتخذ قراره بالبيع أو الشراء، ويعني أننا عدنا إلى الجاهلية الأولى، وصارت القضية بالرغم من التقدم التقني هذا كله خبط عشواء، وهي مشكلة البشرية الشرك والإخلال بالتوحيد، وآخرون فيما يتقاذف البشر حول العالم التهم، والأسئلة، والتحليلات عن الأسباب الحقيقة وراء النكسات، والكوارث الأخيرة، يقوم أحدهم ليقول”إن السبب فيما حصل الهيجان الشمسي”

سبحان الله رجعنا إلى قضية تأثير الكواكب في الأرض، واعتقاد أن النجوم، والشمس، والقمر تؤثر، وتفقر، وتغني، ما هذا؟ إلى هذه الدرجة إذا صارت مثل هذه الأزمة يفقد الناس التوحيد، والتعلق بالله، وعلوم القرآن والسنة، والقواعد الأساسية، والثوابت الشرعية وهذا لا يستطيع الصمود، فينهار ويموت، أو يكتئب وينتحر، وهذا يفزع إلى العرافين والكهان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى