اخبار عربية

مقتل منسق حزب القوات اللبنانية فى منطقة جبيل، باسكال سليمان

جريدة الاضواء

مقتل منسق حزب القوات اللبنانية فى منطقة جبيل، باسكال سليمان

كتب/ أيمن بحر

أثار مقتل منسق حزب القوات اللبنانية فى منطقة جبيل باسكال سليمان تساؤلات عدّة بشأن موقف السوريين المتواجدين على الأراضى اللبنانية على وقع اتهام عصابة سورية بالوقوف وراء الجريمة ما استدعى خروج عدة دعوات رسمية ومجتمعية لتقييم تواجد السوريين.آخر تلك الدعوات، ما ذكره وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية القاضي بسام مولوى بأن بلاده ستكون أكثر حزمًا فى منح الإقامات للسوريين فى حين انتشرت مقاطع مصورة تُظهر تعرض عدد من اللاجئين السوريين إلى اعتداء من قبل غاضبين على خلفية مقتل سليمان.

وتحدث مراقبون ومحللون عسكريون لبنانيون عن تبعات واقعة مقتل باسكال سليمان على أوضاع السوريين فى لبنان مشيرين إلى وجود حاجة ماسة لتدقيق أعدادهم وترحيل المخالفين فى خضم الأزمة الاقتصادية والسياسية الراهنة وسط تقديرات غير رسمية بوجود نحو مليونى سورى على الأراضى اللبنانية سواءً كانت إقامتهم بشكل رسمى أو غير شرعى.

في المقابل، قال مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن جريمة شارك فيها 7 سوريين كما تقول السلطات اللبنانية لا تعنى أن كل السوريين مُدانون إذ تقع جرائم مشابهة فى العالم كله ومع ذلك اعتبر أن كثيرًا من السياسيين اللبنانيين يحاولون التنصل من الأزمة الداخلية بإلقاء الاتهامات على السوريين.

أوقفت السلطات اللبنانية 7 سوريين يُشتبه فى ضلوعهم بمقتل المسؤول فى حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان والذى عُثر على جثمانه فى سوريا.
قال المصدر العسكرى لوكالة فرانس برس إن السلطات السورية سلّمت أجهزة الاستخبارات اللبنانية 3 من المشتبه بهم فى قتل باسكال سليمان الذى خُطف فى منطقة جبيل الأحد الماضى.
أثارت القضية ضجة فى لبنان حيث اعتبر حزب القوات اللبنانية أن الجريمة عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس.
أشار الجيش اللبنانى فى بيان مساء الاثنين إلى أنه تبيّن خلال التحقيق مع معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين فى عملية الخطف أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته فى منطقة جبيل.أشعل حادث مقتل باسكال سليمان غضبًا في جبيل، حيث أغلق مئات من أنصار حزب القوات اللبنانية الطرقات كما اعتدى بعضهم بالضرب على مارّة سوريين حسبما أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعى.
طالبت مديرية المخابرات اللبنانية مشرفي المخيمات والتجمعات السكنية للاجئين السوريين، بإبلاغ اللاجئين بعدم التجوال والالتزام ضمن مساكنهم إلا للحالات الإسعافية الضرورية وبعد طلب إذن من المعنيين.
كما طالبت بلدية ميفوق القطارة بانتشار أمني عام وبشكل فوري فى محافظة جبل لبنان خاصة مناطق: المتن جبيل، كسروان حتى البترون، والبدء باتخاذ إجراءات قاسية ورادعة بحق المخالفين والخارجين عن القانون من الجنسيتين اللبنانية والسورية.
اعتبر وزير الداخلية اللبنانى أن نسبة الموقوفين السوريين فى السجون اللبنانية بلغت 35 بالمئة مضيفًا أن موضوع الوجود السورى بهذه الطريقة غير مقبول ولا يتحمّله لبنان وينبغى الحدّ منه

وقدّر مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان عدد السوريين المتواجدين على الأراضى اللبنانية بنحو مليونى شخص.

وانتقد عبد الرحمن حملات التحريض ضد اللاجئين السوريين فى لبنان، قائلًا إنه لو ثبتت الاتهامات على السوريين المشتبه بهم حتى الآن فلا يعنى ذلك أن كل السوريين فى لبنان هم مجرمون أو يقومون بأعمال سرقة وقتل فنحن نتحدث عن مليونى سورى وإن كان هناك 500 شخص يقومون بارتكاب جرائم فهل يعني ذلك أن كل السوريين مجرمون؟ (…) الحل يكون بالتعامل وفق القانون اللبنانى وحده.وأضاف: “تحميل السوريين المسؤولية عما يجرى فى لبنان كارثة، خاصة أن بعض المسؤولين اللبنانيين يحاولون الهروب من الأوضاع الاقتصادية المأزومة بتصدير الأزمة للاجئين السوريين.

وأوضح مدير المرصد السورى إلى أنه قبل جريمة مقتل باسكال سليمان كانت هناك حملات عنصرية ضد السوريين منذ ما يزيد عن 3 سنوات ولا تزال مستمرة حتى الآن ويجرى التحريض على وجود السوريين بشكل عام.وخلال الأسابيع الأخيرة، ظهرت فى شوارع لبنان حملة إعلانية دعمتها جهات إعلامية ومنظمات غير حكومية تتضمن لوحات إعلانية تحمل شعارا بالعربية تحت عنوان “تراجعوا عن الضرر قبل فوات الأوان وتستهدف بالأساس اللاجئين السوريين، حيث تطالب اللبنانيين بالاتحاد والتحرك لمعالجة الأمر بعدما وصول عدد السوريين بالبلاد لنسبة تصل إلى 40 بالمئة وفق تقديرات غير رسمية.

كما أشار مركز كارنيغى للشرق الأوسط إلى أن لبنان يشهد تجدد مشاعر العداء تجاه اللاجئين السوريين بلغت هذه المشاعر ذروتها بترحيل عدد من اللاجئين فى وقت لطالما كان السوريون فى لبنان كبش فداء فى المنظومة الاجتماعية-الاقتصادية التي تعانى من اختلال وظيفى.

ووفق تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوجد فى لبنان ما يزيد عن 1.5 مليون لاجئ سورى وقرابة 14 ألف لاجئ من جنسيات أخرى فى الوقت الذى يعيش 90 بالمئة من اللاجئين السوريين فى حالة من الفقر المدقع فيما تبرز منطقة البقاع على أنها المنطقة الأعلى كثافة باللاجئين فى لبنان.من بيروت اعتبر أستاذ العلاقات الدولية والسياسات الخارجية خالد العزى أن مقتل باسكال سليمان جريمة سياسية بغض النظر عن السيناريوهات التي يتم تداولها في الساحة اللبنانية خلال الساعات الأخيرة.

ومع ذلك أكد العزى أن هذا الحادث سيكون له العديد من التبعات على السوريين الذين يقيمون في لبنان، خاصة أنها جاءت وسط عدة تقارير عن حوادث سرقة وجرائم نفذها سوريون مقيمون بشكل غير شرعي.

ولفت إلى أن الوجود السورى فى لبنان ينقسم إلى ثلاثة أنواع:

الأول: السوريون الذين استغلوا الأزمة اللبنانية من خلال العمل فى لبنان بعد الدخول عبر المعابر بشكل غير شرعى.
الثانى: العمالة السورية فى لبنان وهم موجودون حتى قبل العام 2011.
الثالث: اللاجئون السوريون المُبعدون عن أراضيهم خاصة أن هناك طرفًا لبنانياً يحاول منعهم من الدخول.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية اللبنانى أن من خططوا لعملية مقتل باسكال يرغبون أن تحدث انتقامات ضد الجالية السورية على الرغم أنه لا يمكن لبلد فى ظروف لبنان أن تتحمل أعبائهم في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الراهنة ومن ثم لا يمكن معاقبة كل السوريين واضطهادهم بجريمة شارك فيها عدد من الأشخاص.وأوضح أن قضية الوجود السورى فى لبنان لا يمكن حلها برد فعل مفاجئ وسريع لكن يجب على السلطات اللبنانية أن تشدد السيطرة على منافذ العبور مع تطبيق القانون على كل شخص يمارس أعمال إجرامية وإحكام إجراءات الإقامة على الجميع وتطبيق القوانين المتعلقة بالهجرة.

ومع ذلك اعتبر العزى أن تزايد عدد السوريين فى لبنان كان أحد أسباب الأزمة الراهنة خاصة أن البنية التحتية بالبلاد لم تكن جاهزة لاستقبال هذا العدد الكبير من اللاجئين.بدوره أشار الخبير العسكرى والاستراتيجى اللبنانى ناجي ملاعب إلى أنه منذ بدء النزوح السورى عام 2011 تقدَّم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية لإنشاء مخيمات وأماكن لجوء للوافدين ويتم إمدادها بالبنية التحتية اللازمة للحياة لكن هيمنة حزب الله على الحكومة منع تطبيق ذلك أو الاهتمام بأى أمر يخص السوريين.

ولفت ملاعب إلى أن لبنان طلب من الجهات الأممية والمنظمات الدولية إمدادها ببيانات السوريين فى لبنان لكن الحكومة تقول إن تلك المؤسسات تفرض قيودًا على منحهم المعلومات الخاصة بهؤلاء النازحين ما يُعيق اتخاذ أى إجراءات بشأنهم وهذا مهم لحماية الأمن القومى اللبنانى.

باسكال سليمان
الجيش اللبنانى يتسلم جثمان باسكال سليمان من السلطات السورية
وفى منتصف العام الماضى أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أنها توصلت إلى اتفاق مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشأن طلب بيروت الكشف عن بيانات اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضى اللبنانية بعد مسار طويل من التفاوض لكنها لم تحصل رسمياً على تلك البيانات حتى الآن.

وأضاف: بشأن حادث باسكال فتوجيه الاتهامات قبل إتمام التحقيق يعنى أن هناك نية لمن يوجه هذا الاتهامات بتجييش الشارع على السوريين، ونرى أن هناك عمليات استهداف لمناطق تواجد السوريين فى المناطق الشرقية ببيروت ولم تعد هناك عائلة في مأمن، وكثير منهم نزحوا وتركوا أماكن لجوئهم، وبالتالي يجب ألا يكون هناك استباق للتحقيقات.

وطالب ملاعب الحكومة اللبنانية بمعالجة موقف السوريين مع الحكومة السورية لأن لبنان لم يعد يتحمل كل ذلك كما أن سوريا لم تعد كما كانت فى العام 2011

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى