مقال

آفات العصر الحاضر

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن آفات العصر الحاضر
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، أما بعد إن الله سبحانه وتعالي خلق الناس لعبادته، وأن يسلكوا الطريقة والمنهج الذي أمر الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم، والأمة تبع له في الإستقامة على دين الله عز وجل، ولتعلموا أن تنكب كثير من الناس عن الإستقامة، وإنحراف كثير منهم عن الصراط المستقيم، ولا سيما شباب هذه الأمة حيث وقعوا فيما يُبعد عن الله عز وجل وعن الصراط المستقيم، وفيما يفرح الشيطان وأولياءه من ترك الصلوات المكتوبات، والتهاون بها، هذه الصلاة التي هي شعار الإسلام، وحقيقة الإيمان.

ومن الوقوع في عقوق الآباء والأمهات، ومن إرتكاب الفواحش والمنكرات، وما ابتلي به كثير من الشباب من إدمان المخدرات والمسكرات، ومن إختلال عقول كثير من شبابنا، وذهاب مروءته، ونقصان رجولته وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، واعلموا يرحمكم الله إن لهذا الإنحراف أسبابا لا بد أن تطرق الآذان، وأن ينتبه لها الجنان، وأن يبتعد عنها الإنسان، الإنسان الذي يريد سعادة الدنيا، وكرامة الآخرة، ومن أعظم هذه الأسباب هو الجهل بالله والاغترار به عز وجل، واتباع الهوى، والبعد عن دين الله عز وجل، لا يتعلمه ولا يعمل به، والتشبّه بما عليه المنحرفون من فسقة الكافرين، فمن تشبّه بقوم فهو منهم.

وإن مشابهة الظاهر تدعو إلى مشابهة الباطن، ومن أسباب الانحراف هو رقة الدين، وضعف الإيمان، ولا سيما بوعد الله تعالي ووعيده، وما يكون في اليوم الآخر من أهوال عظيمة، وأحوال عديدة، وأحداث مفزعة، وكما أن من الأسباب هو إنشغال الآباء والأمهات عن أبنائهم وبناتهم فالرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته، فلا بد من العناية بالأبناء والبنات، فلا يشغلهم شيء عن تربيتهم، ولا يتذرع بكثرة الأعمال وضيق الأوقات، أو يتركهم لأقدار الله تعالى، بل عليه أن يجِدَّ ويجتهد في تربيتهم، وغرس القيم العظيمة في نفوسهم، ويشغل أوقاتهم فيما ينفع، ويلحقهم في حلق تحفيظ القرآن.

والبرامج الإيمانية في المساجد والمعاهد المنتشرة والمتيسرة في بلادنا، بحمد الله وفضله، وإن من أشكل المشكلات، وأعضل المعضلات، وأعظم المصائب رفقة السوء فإن أصحاب السوء هم أعداء الفضائل، وأصحاب الرذائل، يبعدون من يخالطهم عن الله تعالى وعن المسجد وعن القرآن، فيزيّنون له الباطل، ويضيعون أوقاته، ويوقعونه في المهالك والموبقات، وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام ” المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل” وكما أن من آفات العصر الحاضر ذلك الإنفتاح الإعلامي الذي صب فساده صبّا، وانتشر شره انتشارا واسعا عظيما متيسرا في كل وقت وحين، ذلكم الفضاء الواسع وهو ما يسمى بالنت الذي يلقط كل شيء من حسن وقبيح.

وما يكون فيه من الشر أعظم وأفظع، فالمقصود توقي الحذر مما يضر منه، فلا يكون في أيدي الأبناء والبنات بلا قيود ولا ضوابط، ولا عناية ولا متابعة، ولا ملاحظة، فإن كثيرا منها بل أعظمها يجلب الشر، ويزين المنكر، ويُوقع في الفساد والضلال، فاتقوا الله واعملوا صالحا، واعلموا أنكم ملاقو الله عز وجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى