مقال

أيها الفلسطيني هل كتبت وصيتك؟

أيها الفلسطيني هل كتبت وصيتك؟

كتب / يوسف المقوسي

غداً، هل سيكون يوماً آخر، أم اليوم الأخير؟ هل كتبت وصيتك؟ لم يعد لديك وقت. ثق بحزنك وجوعك. وراءك ظلم وأمامك ظلام. انتهى وقت الانتظار. لقد تغيرت كثيراً. تغيرنا أكثر. هل تعرف وجهك الآن؟ انه لا يشبهك ابداً. كان لعينيك أفق ما لقد فقأوا عينيك. امامك الهاوية وهي بانتظارك.

إياك ان تتهمني باليأس. أصبح موتك خلاصك. صليت له وما استجاب، قرعت بابه فَشُلَت يدك. لم يبق في اللغة أي رجاء. تركوك مضّرجاً بأحزانك وقلقك ولقمة عيشك. هل انتقيت موتك؟ نزداد اختناقاً. لست وحدك. الهوة تتسع. العتمة تبدأ صباحاً. ليلك شبه موت واحلامك قهر وكوابيس. لا. لستَ مذنباً ابداً، لست من ارتكب الخطايا. ولكنك واحد بين آلاف عديدة، نسي أنه موجود حقاً، وانه انسان بحقوق، وأنه بلا سند. خطأك الفادح، إنك انتميت و”خلص”. عد إلى ايامك. كنت حزبياً من صعاليك الاتباع. عندها، ألم تشعر أنك لم تعد موجوداً ابداً، وأنك فقط ملحق، ولغتك معلوكة في أفواه، تتشدَّق كذباً واحلاماً منافقة. مشيت كالضرير خلف ايقاع قدميه

لم تجرؤ على أن تسأل سراً: “من أين له كل هذا”. الظن الغالب أنك عفوت عنه. برّرت سقوطك الاخلاقي، بأن “الكل هنا، يشبه الكل”. كل شيء يهون “كرمال” الإله الصغير، المطوَّب من شياطين المرجعيات.

 

ألم تكن كذلك؟ وأنتم، ألستم مثله. حذو الجباه بالنعال. تذكر قليلاً، تساءل فقط، لماذا قبلت أن تكون مكنسة؟ كيف قبلت أن تمحي؟ ألِقاء منفعة وحصة او أدنى من ذلك بكثير: ” تأكل خبزك بعد تقبيل يد إلهك الحقير”. أسأل نفسك واعتذر منها. لقد ارتكبت فعلاً مشيناً: قتلت نفسك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى