محافظات

عادة الإحتفال بعيد الأم ” جزء 2″

عادة الإحتفال بعيد الأم ” جزء 2″

بقلم / محمــــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع عادة الإحتفال بعيد الأم، وكما أن فكرة الاحتفال بعيد الأم موروثة من الإنجليز أيضا، فكانوا يخصصون للأم عيدا ويسمونه بأحد الأمهات، حيث كان هذا الاحتفال مخصص فقط للسيده ” مريم ” أم المسيح عليهما السلام، ثم تطورت الفكرة إلى تقديم الهدايا للأمهات بعد عام ألف وستمائة من الميلاد بدون تخصيص يوما مُعينا، وفي الولايات المتحدة يعود تخصيص يوم للأم إلى المؤلفة الأمريكية جوليا وورد هاوي، التي اقترحت الاحتفال بهذا العيد في الولايات المتحدة الأمريكية عام ألف وثماني مائة واثنين وسبعون للميلاد، بهدف تمكين الأمهات من المشاركة في مسيرات السلام وقتها، وفي عام ألف وتسعمائة وثمانية للميلاد، نظمت مجموعة من الأمهات تقودهن آنا جارفيس حملة للاحتفال بيوم للأم في ثاني أحد من شهر مايو، وهو شهر أيار.

 

والذي يتزامن مع ذكرى وفاة والدتها، وقد تبنت الدعوة العديد من المدن في الولايات المتحدة، وفي وقت لاحق من عام ألف وتسعمائة وأربعة عشر للميلاد، قد أقر الرئيس الأمريكي ويلسون هذا التاريخ عيدا للأم، ويعد عيد الأم عطلة عامة في الولايات المتحدة، وقد تبنت العديد من الدول هذا التاريخ، وكما تحتفل بريطانيا أيضا بعيد الأم في الأحد الأخير من شهر مارس، وهو شهر آذار من كل عام ويعرف بأحد الأمهات، وأما عن الخلفية التاريخية للاحتفال فإنه ليس لها علاقة بالأمهات وتعود إلى القرن السادس عشر وارتبطت بزيارة المسيحيين للكنيسة الأم في عيد الفصح، وفي الماضي كان الموظفون يحصلون على عطلة للعودة إلى مساقط رؤوسهم للصلاة مع أسرهم وخلال طريق العودة كان هؤلاء الموظفون الشباب يحملون الزهور لأمهاتهم.

 

وكذلك النرويج وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتفل بعيد الأم في فبراير، وهو شهر شباط وتحديدا في ثاني أحد من فبراير، وهو تقليد ديني في الأساس، في ما تحتفل السويد بعيد الأم في آخر يوم أحد من يونيو، وهو شهر حزيران، وتحتفل فرنسا به في أول يوم أحد من يونيو، وهو شهر حزيران سنويا، وفي الشرق الأوسط كانت مصر هي أول دولة تحتفل بعيد الأم في الواحد والعشرون من شهر مارس، وهو شهر آذار، وكانت البداية عام ألف وتسعمائة وستة وخمسون، وعندما قامت إحدى الأمهات بزيارة الصحفي الراحل مصطفى أمين في مكتبه في صحيفة أخبار اليوم المصرية وقصت عليه قصتها وكيف أنها صارت أرملة وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجلهم حتى تخرجوا في الجامعة وتزوجوا واستقلوا بحياتهم وانصرفوا عنها تماما.

 

فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، وإن الأم قديما لم يكن لها قيمة أو قدر وبعد ذلك بدأوا يهتمون بالأم بجامع أنها تحمل وتلد وتتألم فقرروا تخصيص طقوس خاصة لتكريمها بتحديد يوم مُعين لها، فمنهم من يقدمون لها الهدايا ومنهم من يركعون لها ومنهم من يتفرغ تفرغا تاما للجلوس بجانبها والقيام بدورها كالتنظيف وغسل الملابس والطبخ، وبعد ذلك وصل هذا العيد لكافة أنحاء العالم لإشعار الأبناء أن هنالك طقوسا مميزة لا بد من إحيائها بعد أن كان الاحتفال بعيد الأم مقتصر على تكريم الآلهة فقط، كشعب فريجيا بآسيا الصغرى عندما جعلوا عقيدتهم أن أهم إله عندهم ابنة السماء والأرض والتي تسمى ” بسيبيل ” فهي أم لباقي الآلهات.

 

فكانوا يقدرونها ويكرمونها وهذا أول نوع حقيقي ظهر لتكريم الأم وتقديرها، والأم أحق من أن يحتفي بها يوما واحدا في السنة، بل الأم لها الحق على أولادها أن يرعوها، وأن يعتنوا بها، وأن يقوموا بطاعتها في غير معصية الله عز وجل في كل زمان ومكانن فقال تعالي ” وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى