مقال

الدكروري يكتب عن ثلاثة لا ينظر الله إليهم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ثلاثة لا ينظر الله إليهم

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

إن من أعظم الأماكن منكرات في البلاد هي الأسواق، وأعظم ما يكون من المحرمات في الأسواق، ولذلك جاءت الشريعة الإسلامية بالأدب في السوق لكثرة ما يحصل بها، لذلك يجب أن يتحلي البائع والمشتري بكثير من الفضائل منها غض البصر، فإن الله تعالى قد جعل العين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره، غضّ القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره، أطلق القلب شهوته وإرادته، فقد أخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، واللسان يزني وزناه النطق، والرجل تزني وزناها الخطى، واليد تزني وزناها البطش، والقلب يهوي ويتمنى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ”

 

فبدأ بزنا العين، لأنه أصل زنا اليد والرجل والقلب والفرج، ومن المعلوم أن السوق من أحب الأماكن لشياطين الأنس والجن، وبالتالي فلابد للإنسان من غض بصره عن النظر إلى ما حرم الله، والتحصن عند دخوله السوق بالأذكار الشرعية، وإن من خطير الوعيد قول النبي صلى الله عليه وسلم “ثلاثة لا ينظر الله إليهم غدا، شيخ زان، ورجل اتخذ الأيمان بضاعة يحلف في كل حق وباطل، وفقير مختال يزهو” رواه الطبرانى، فكم من التجار يحلفون إن سلعتهم من النوع الرفيع دون أن يسألهم المشتري، ما يريد إلا تزيين سلعته؟ وبعضهم يحلف إنه أعطي من الثمن كذا وكذا وهو كاذب، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم “ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم،

 

رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطي وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل ماء، فيقول الله اليوم أمنعك فضلى كما منعت فضل ما لم تعمل يداك” رواه البخارى، فالحلف وإن تحصّل من ورائه مال كثير، غير أنه ممحوق البركة لا خير فيه، كما قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” الحلف منفقة السلعة، ممحقة للكسب” متفق عليه، وفى رواية أبى داود قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” ممحفة البركة” وبعض البائعين يحلف إنه لن يبيعها بثمن كذا، ثم هو يبيعها، ولا يدري أنه بعمله هذا قد جعل آخرته في خطر، فعن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه قال مر أعرابى بشاة، فقلت “تبيعها بثلاثة دراهم؟ فقال “لا والله”

 

ثم باعها فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال”باع آخرته بدنياه” وقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” إياكم وكثرة الحلف فى البيع فإنه ينفق ثم يمحق” رواه مسلم، ولقد فطن القانون الجنائي عندنا في شقه المتعلق بالزجر على الغش في البضائع، وشدد العقوبة على البائعين الغششة المحتالين، فنص فى الفصل الأول على عقوبتهم بالحبس من ستة أشهر إلى خمس سنوات، وهكذا يجب على الإنسان المؤمن أن يتحرى الحلال في المعاملة، والصدق في البيع والشراء، لقول الله تعالى” يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم” فالأرزاق مقسومة، والآجال مضروبة، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم.

 

“إنه ليس شيء يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به، وليس شيء يقربكم إلى النار إلا قد نهيتكم عنه” إن روح القدس نفث في روعى، إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته” وقال النبي صلى الله عليه وسلم”إني لأرجو أن ألقى ربى وليس أحد يطلبنى بمظلمة فى دم ولا مال” رواه ابن ماجة، ولأن تؤتى إيمانا يسددك، خير من تؤتى مالا يشغلك، فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه “إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يؤتى المال من يحب ومن لا يحب، ولا يؤتى الإيمان إلا من أحب، فإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى