دين ودنيا

الدكروري يكتب عن إظهار السلام في الإسلام

الدكروري يكتب عن إظهار السلام في الإسلام

الدكروري يكتب عن إظهار السلام في الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمه، وجاهد في سبيل الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا، فيا أيها المؤمنون عندما نتأمل في سيرة النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم نعلم من خلالها أنه صلى الله عليه وسلم قد ضرب لأمته مثلا أعلى في العبادة والاتباع لأمر ربه تعالى حتى إن الله تعالى جعله المثل الأعلى، والقدوة الصالحة، التي ينبغي على كل مسلم الاقتداء بها إلى يوم القيامة.

فقال الله سبحانه وتعالى ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة” فكان النبي صلى الله عليه وسلم كثير العبادة من صلاة وصيام، وذكر ودعاء، وغير ذلك من أنواع العبادة، وكان صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته، وحافظ عليه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدع قيام الليل، وكان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فلمّا قيل له في ذلك؟ قال “أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا؟” متفق عليه، أما بعد فلقد نهي الله عز وجل عن الغيبة وهي أن يذكر الإنسان أخاه المسلم في غيبته بما يكره، سواء كان الذكر صراحة أو كتابة أو إشارة أو رمزا، وسواء كان ما اغتابه به متعلقا بدينه أو بدنياه بخلقه أو خلقه وسواء أكان متصلا به أو بمن له به رابطة أو صلة من ولد أو زوجة أو أب وأم، وإن إفشاء السلام معناه إظهار السلام.

فعن ثابت بن عبيد، قال أتيت مجلسا فيه عبدالله بن عمر، فقال “إذا سلمت فأسمع، فإنها تحية من عند الله مباركة طيبة” وقال النووي وأقله أن يرفع صوته بحيث يسمع المسلم عليه، فإن لم يسمعه لم يكن آتيا بالسنة، وقال ابن حجر العسقلاني ويستحب أن يرفع صوته بقدر ما يتحقق أنه سمعه، فإن شك استظهر، ويستثنى من رفع الصوت بالسلام ما إذا دخل على مكان فيه أيقاظ ونيام، فالسنة فيه ما ثبت في صحيح مسلم عن المقداد قال”كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما، ويُسمع اليقظان” وإن من السنة إلقاء السلام على الأطفال لأن ذلك يغرس في نفوسهم شعار الإسلام منذ الصغر، فيعتادون على ذلك في باقي حياتهم، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على غلمان فسلم عليهم” رواه البخاري ومسلم.

وإن من السنة أن يبدأ المسلم بإلقاء السلام قبل أن يستأذن على أخيه المسلم، فعن عمر بن الخطاب أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مشربة له، فقال السلام عليك يا رسول الله، السلام عليكم، أيدخل عمر؟ رواه أبو داود، وعن ربعي، قال حدثنا رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في بيت، فقال ألج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه “اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له قل السلام عليكم، أأدخل ” فسمعه الرجل، فقال السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل” رواه أبو داود، وعن أبي هريرة رضى الله عنه فيمن يستأذن قبل أن يسلم قال “لا يؤذن له حتى يأتي بالمفتاح، يبدأ بالسلام” رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى