مقال

الأمر الإلهي بالصدق

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الأمر الإلهي بالصدق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأحد 29 اكتوبر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، لقد خلق الله عز وجل الخلق واصطفى من الخلق الأنبياء، واصطفى من الأنبياء الرسل، واصطفى من الرسل أولي العزم الخمسة، واصطفى من أولي العزم الخمسة إبراهيم ومحمدا، واصطفى محمدا على جميع خلقه، وزكاه ربه تعالي ومن زكاه ربه فلا يجوز لأحد من أهل الأرض قاطبة أن يظن أنه يأتي في يوم من الأيام ليزكيه، بل إن أي أحد وقف ليزكي رسول الله صلى الله عليه وسلم وليصف رسول الله، وليتكلم عن قدر رسول الله، فإنما يرفع من قدر نفسه، ومن قدر السامعين بحديثه عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وزكاه ربه في كل شيء.

فزكاه في عقله فقال جل وعلا ” ما ضل صاحبكم وما غوي ” صلى الله عليه وسلم، ومما زادني فـخرا وتيها وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن أرسـلت أحمد لي نبيا من أنا؟ ومن أنت؟ لنتشرف بأن يكون حبيبنا ونبينا ورسولنا هو ابن عبد الله المصطفى صلى الله عليه وسلم أما بعد، يقول الله تعالى فى سورة التوبة ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ” هو الأمر بالكون مع أهل الصدق حسن بعد قصة الثلاثة الذين خلفوا، وهذه الآية الكريمه كانت بعد ذكر قصة الثلاثة الذي خلفت التوبة عليهم، وأرجأ الله أمرهم امتحانا لهم ولبقية المؤمنين، وجاء المنافقون من الأعراب يعتذرون ويكذبون، وهؤلاء الثلاثة صدقوا الله ورسوله فأرجأ الله التوبة عليهم، وسُموا بالمخلفين.

وكان مما أمر الله به في الآيات التي جاءت تعقيبا على تلك القصة، وقال القرطبي رحمه الله “الأمر بالكون مع أهل الصدق حسن بعد قصة الثلاثة الذين خلفوا حين نفعهم صدقهم وذهب بهم عن منازل المنافقين” فقال مطرّف “سمعت مالك بن أنس يقول “قل ما كان رجل صادقا لا يكذب إلا مُتع بعقله ولم يصبه ما يصيب غيره من الهرم والخرف” وهذا من فوائد الصدق، وأما عن وقوله تعالى ” وكونوا مع الصادقين ” فقد اختلف فيهم فقيل خطاب لمن آمن من أهل الكتاب، أي المؤمنين والصادقين وقيل أنه خطاب لمن آمن من أهل الكتاب، وقيل هو خطاب لجميع المؤمنين أن اتقوا الله وكونوا مع الصادقين الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، لا مع المنافقين، وقيل كونوا على مذهب الصادقين وسبيلهم.

وقيل أيضا هم الأنبياء، أي كونوا معهم بالأعمال الصالحة فتدخلوا الجنة بسببها فتكونوا معهم أيضا” وقال النبي صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح ” عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور وهما في النار، وسلوا الله اليقين والمعافاة” رواه أحمد، ولنا القدوة الحسنة في رسولنا الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر، ولكنه لم يكن بشرا عاديا فمبلغ العلم فيه أنه بشر ولكنه خير خلق الله كلهم، وهذه هي التي رفعت قدره، وأعلت شأنه، ورفعت مكانته عند الله جل وعلا وعند الخلق، ولن تنال رفقته في الجنة وشفاعته يوم القيامة إلا إن اتبعت سنته، وسرت على طريقته، واقتفيت أثره، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بشرا عاديا، لأنه شرف بالوحي الذي أنزله الله عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى