مقال

مكة تغلق الأبواب في وجه النبي

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن مكة تغلق الأبواب في وجه النبي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 25 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إن مع عظم أعباء ما أوكل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم من الرسالة كان جميل المعشر مع أهله متلطفا معهم، فإذا دخل بيته يكون في مهنتهم، وإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة، رقيق مع أولاده وأحفاده مكرم لهم، إذا دخلت ابنته فاطمة يقوم لها ويأخذ بيدها ويجلسها في مكانه الذي كان يجلس فيه، وكان يضع الحسن على عاتقه فيقول “اللهم إني أحبه فأحبه” متفق عليه، وخرج على صحابته وبنت ابنته أمامة على عاتقه، فصلى بها فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رفعها” متفق عليه.

وقد وصف عثمان رضي الله عنه معاملته لصحابته فقال صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير” رواه أحمد، وبعد كل هذا فقد طارده صلي الله عليه وسلم أقاربه وأرحامه وأصهاره، فما كان سبب المطاردة؟ لأنه يحمل مبدأ الإنقاذ، ولكن لماذا طورد؟ أمن أجل أنه أتى لينهب الأموال، ويسفك الدماء، ويحتل الأراضي، ويبتز المعطيات؟ لا والله إنما من أجل أنه أتى لينقذ البشرية، فجاء ليخرج الإنسان من الظلمات إلى النور، فإن مكة وكبراؤها اغلقوا الأبواب في وجه الابن البار، وأنذرته في خلال أربع وعشرين ساعة أن يغادرها، ولا يبقى في ساحتها، فقد ولد في ربوعها، وترعرع في تلالها، وشرب من ماءها، واستنشق من هواءها.

وتقول له مكة في النهاية اخرج، ولكن إلى أين؟ لا ندري، وليتهم تركوه ليخرج سالما معافى، لكن يريدون أن يخرجون جثة، أو يحبسوه ويقيدوه بالحديد، أو ينفوه من الأرض فيقول تعالي في سورة الأنفال “وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” فإن مولد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو حدث عظيم، وما زال يهز الدنيا، فهو النور الذي أذن الله تعالي أن يشرق على الدنيا لينقذ البشرية من تيه الظلام الذي كانت تعيش فيه، وهو بشرى للقلوب الحائرة، وفرحة للأرواح المتعبة، إنه رحمة الله وهديته للعالمين، وولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في مكة، وقد أطلّ صلى الله عليه وسلم بوجهه الكريم على الدنيا يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل.

وسمي بعام الفيل لوقوع حادثة الفيل المشهورة فيه، والتي قاد فيها أبرهة الحبشي بفيله العظيم جيشه الكبير لهدم الكعبة المشرفة، بيت الله الحرام فكان من أمرهم وما نزل بهم من العذاب ما قصّه الله تعالى في كتابه العزيز، وقيل أنه كان بمكة يهودي يقال له يوسف، فلما رأى النجوم تقذف وتتحرك ليلة ولد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال هذا نبي قد ولد في هذه الليلة لأنا نجد في كتبنا إنه إذا ولد آخر الأنبياء رُجمت الشياطين وحُجبوا عن السماء، فلما أصبح جاء إلى نادي قريش فقال هل وُلد فيكم الليلة مولود؟ قالوا قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب ابن في هذه الليلة، فقال فأعرضوه عليّ، فمشوا إلى باب آمنة، فقالوا لها أخرجي ابنك، فأخرجته في قماطه، فنظر في عينه وكشف عن كتفيه.

فرأى شامة سوداء وعليها شعيرات، فلما نظر إليه اليهودي وقع إلى الأرض مغشيا عليه، فتعجّبت منه قريش وضحكوا منه، فقال أتضحكون يا معشر قريش؟ هذا نبي السيف، ليبيرنكم، وذهبت النبوة عن بني إسرائيل إلى آخر الأبد، وتفرق الناس يتحدّثون بخبر اليهودي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى