مقال

النجدي يطلب الشهادة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن النجدي يطلب الشهادة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 15 إبريل 2024

الحمد لله خلق الخلق وبالعدل حكم مرتجى العفو ومألوه الأمم كل شيء شاءه رب الورى نافذ الأمر به جف القلم، لك الحمد ربي، من ذا الذي يستحق الحمد إن طرقت طوارق الخير، تبدي صنع خافيه، إليك يا رب كل الكون خاشعة، ترجو نوالك فيضا من يدانيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أسلم له من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، إن لفضل الشهادة في سبيل الله تعالى فقد كان يتمناها سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فها هو خالد على فراش الموت يقول ” ما من موضع شبر في جسدى إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح.

وما من ليلة عندي يهدى إليّ فيها عروس أحب إليّ من ليلة شاتية أصبح فيها العدو ثم ها أنا ذا أموت على فراشي موتة البعير فلا نامت أعين الجبناء ” ومن الذين طلبوا الشهادة بصدق ذلك الرجل الذى يسمى النجدى، كما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بخباء أعرابي وهو في أصحابه يريدون الغزو فرفع الأعرابي ناحية من الخباء فقال من القوم؟ فقيل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يريدون الغزو، فقال هل من عرض الدنيا يصيبون؟ قيل له نعم يصيبون الغنائم ثم تقسم بين المسلمين فعمد على بكر له فاعتقله وسار معهم فجعل يدنو ببكره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل أصحابه يذودون بكره عنه فقال صلى الله عليه وسلم دعوا لي النجدي فو الذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة.

قال فلقوا العدو فاستشهد فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فقعد عند رأسه مستبشرا أو قال مسرورا يضحك، ثم أعرض عنه فقلنا يا رسول الله رأيناك مستبشرا تضحك ثم أعرضت عنه؟ فقال أما ما رأيتم من استبشاري أو قال سرورى، فلما رأيت من كرامة روحه على الله عز وجل وأما إعراضي عنه فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه” ويأتي أحد الأصحاب في توزيع الغنائم ذات متعللا برجاء ما عند الله، والدار الآخرة رافضا كل عطاء دنيوى من غنائم الحرب، فعن شداد بن الهاد رضي الله عنه ” أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه ثم قال أهاجر معك فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فقسم وقسم له فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه فقال ما هذا؟

قالوا قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم فأخذه فجاء به النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا؟ قال صلى الله عليه وسلم ” قسمته لك” قال ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك على أن أرمى ههنا وأشار إلى حلقه بسهم فأموت فأدخل الجنة قال صلى الله عليه وسلم “إن تصدق الله يصدقك” فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم يحمل، قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أهو هو” فقالوا نعم، قال صلى الله عليه وسلم” صدق الله فصدقه” ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبتة الشريفة صلى الله عليه وسلم ” ثم قدمه فصلى عليه فكان مما ظهر من صلاته عليه ” اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا فى سبيلك فقتل شهيدا أنا شهيد عليه” وكان من أحر الرجاء عند عبد الله بن جحش رضي الله عنه أنه يخاطب ربه بقوله.

” اللهم إني أقسم عليك أن ألقى العدو غدا فيقتلوني، ثم يبقروا بطني، ويجدعوا أنفي وأذنى، ثم تسألنى فيم ذلك؟ فأقول فيك” وفي زمان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يؤسر شاب من الصحابة الأجلاء وهو عبد الله بن حذافة السهمي، وينوع عليه قيصر الروم من صور العذاب ما يذيب الأرواح والمهج لدرجة أنه يأمر به أن يلقوه في إناء فيه زيت يغلي كالحميم وإذا به يبكي فيقول له ما يبكيك؟ قال أبكاني أن كنت أتمنى أن يكون بعدد ما رأسي من شعر أنفس تلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى