نماذج مشرفة

نعمات الهادي : حلمي الوحيد حضور رئيس الجمهورية حفل زفافي

هناء السواح 
نعمات الهادي، ابنة مدينة صان الحجر بمحافظة الشرقية شخصية استثنائية بروح التحدي والإرادة لإثبات ذاتها من المميزين على مستويات عدة ومؤثرة في نطاقها الاجتماعي ليصبح حلمها الوحيد الآن حضور رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، لحفل زفافها في 5/15/ 2021 وهو الموافق لثالث أيام عيد الفطر المبارك. 
نعمات الهادي،حولت محنتها من فقد قدمها اليمنى إلى منحة دفعتها للتفوق دراسيا ورياضيا وعمليا، فتميزت عن الكثيرين رغم تعرضها لصعوبات وصدمات كبيرة في سن صغير، لكن أصبحت الفتاة العشرينية،
فقدت نعمات الهادي، قدمها اليمنى وهي في الصف الثالث الابتدائي نتيجة  حادثة مرور قاطرة نقل كبيرة على قدميها فدخلت في رحلة علاج لمدة سنة ونصف ثم ركبت الطرف الصناعي والذي رغم صعوبة السير به لطفلة لم تتعد الـ 8 سنوات من عمرها إلا أنها أكملت حياتها بشكل طبيعي بدعم من والدها وأخواتها وعلى رأس القائمة والدتها التي كانت السند الأكبر للطفلة ذات القدرات في رحلتها التعليمية والرياضية معًا.
«ماما هونت عليه حاجات كتير» .. هكذا تصف نعمات لـ «صدى البلد» علاقتها بوالدتها والتي كانت أكبر داعم لها من السعي لاستكمال تعليمها في المرحلة الثانوية، حيث اعتقد والدها أن الأفضل لابنته حينئذ إنهاء تعليمها بالحصول على معهد فني صناعي كما أقنعه بعض الأقارب والأصدقاء بأن هذا المناسب لقدراتها، مرددين: «بنتك مش هتقدر تروح ثانوي .. وديها دبلوم .. وبعدين تتجوز واحد من العيلة وتقعد في البيت»، فآمنت بها والدتها ودعمها على تحقيق الإنجازات والتفوق للنهاية.
تحدت نعمات نفسها والتحقت بالثانوية العامة -علمي علوم- لكي لا يعرف والدها ويغضب، فكانت تحضر وتذاكر باجتهاد للمدرسة الفنية الصناعية وللثانوية العامة منازل، وتمكن من النجاح في الاثنين بتقدير مرتفع إلى أن توفيت والدتها بشكل مفاجئ أثناء أدائها لصلاة العصر قبل شهر واحد فقط من امتحانات الثانوية العامة، وأصرت نعمات رغم فقدها والدتها وسندها الأكبر على إكمال مسيرتها التعليمية لتفاجئ بصدمة أخرى وهي فقد خالها الذي كان سندا لها أيضًا وكذلك ابنه في حادث سير قبل يوم واحد من امتحاناتها بالثانوية العامة مما زاد من صدمتها وعدم استيعابها لكن أصرت على الذهاب للامتحانات لتكمل المسيرة التي شجعتها والدتها عليها.
وفي ذات الوقت بدأت نعمات الهادي، مسيرتها الرياضية منذ دخولها المرحلة الإعدادية من خلال رياضة رفع الأثقال وتحقيق العديد من البطولات والمراكز الرياضة المتقدمة على مدار ما يزيد عن 10 سنوات التحقت خلالهم بنوادي عديدة كنادي الإنتاج الحربي والبنك الأهلي محققة مراكز أول في بطولات كأس مصر والجمهورية ثم حققت بطولات مع منتخب مصر لاحقًا برفع وزن 52 كيلو فما أكثر، إضافة إلى بطولات في كرة الطائرة جلوس منذ دخولها كلية دار العلوم بجامعة المنيا، وتشجيعها لباقي أقرانها طيلة مدة دراستها بالجامعة، والتي حققت خلالها فقط ما يزيد عن 14 مرة مركز أول لجامعتها بمحافظة المنيا والتي تستكمل بها دراستها الآن دون توقف في مرحلة الماجستير إضافة إلى المشاركة في أنشطة رياضية إلكترونية بسبب إجراءات الحظر لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد. 
«التنمر بأشكاله المتعددة».. هو أكثر شيء يزعج نعمات صاحبة الـ 28 عامًا على مدار مسيرتها التعليمية والرياضية خاصة في المرحلة الابتدائية والإعدادية، وكانت من أبرز المواقف التي لم تنساها تقليد الأطفال لطريقة سيرها وتعليق الناس لها بعد ذلك بكلمات أبرزها: « يا عيني .. الحلو ما بيكملش» وكانت تتأثر كثيرًا بكلامهم وتحجيمهم لقدراتها حتى تمكنت من تجاهلها بالكامل منذ المرحلة الثانوية إيمانا منها بأنها تستطيع ابهار الجميع بقدراتها الغير محدودة، ومنها على المستوى الدراسي تخرجها من كليتها دار العلوم بتقدير مرتفع عام 2017 وكذلك تخرجها من معهد حاسبات ومعلومات بتقدير عام جيد جدًا مرتفع.
« مذاكرة ورياضة وأكل ونوم» .. هكذا مرت سنوات نعمات في تحقيق الإنجازات بهدف أن تثبت نفسها مؤكدة أن تحقيق أي هدف لها ينسيها ساعات التعب للوصول وإثبات ذاتها في كل خطوة في حياتها بدعم من عائلتها وأصدقائها وزملائها في العمل كما كانت بمثابة دافع للعديد من أصحاب القدرات الخاصة والعادية مما يتأثرون بالإحباطات فكانت لا تتوقف في أي وقت وتسافر لتحقيق البطولات في محافظات عدة وتحافظ على تطوير قدراتها الرياضية منذ المرحلة الإعدادية، كما تعتبر أول فتاة في رفع وثب عالي على مستوى الجمهورية من ذوي القدرات. 
يتمثل الحب والسند الحقيقي في حياة نعمات بعد والدها إلى رفيق دربها وشريك عمرها القادمة، محمد محمد رجب حيث نشأت بينهما قصة حب بعد زمالة وصداقة توجت بدعم عائلة الشاب الشرقاوي ابن مدينة العاشر من رمضان، وعن ارتباطها تقول نعمات: «محمد شخص طبيعي جسديًا اتعرفنا على بعض في أولى جامعة، ثم حول إلى كلية الزراعة، جامعة عين شمس، لكن ظلت صداقتنا مستمرة وبين عائلته وعائلتي أيضًا، إلى أن عرضت والدته علي الارتباط به أثناء دراستنا في 2 جامعة، لكنني رفضت نظرًا لصغر سننا على تكوين أسرة ورغبتي في التركيز على تحقيقي العديد من الأهداف أولأ، وبعدت عنه لمدة من الزمن بعد وفاة والدته بمشكلة في القلب أثناء دراستنا في الصف الثالث بالجامعة، خاصةً أني كنت أحبها جدا وتاثرت كثيرا لوفاتها»، ومؤكدة أنها لم تواجه أي عقبة في ارتباطهما بمحمد كما أن أهله يدعموها بشدة ويحبونها كثيرًا  «والده واخوته شايفني كبيرة جدًا وبيشجعوني على الاستمرار في البطولات وكذلك هو». 
« منذ إعلان الرئيس 2018 عامًا لذوي القدرات بقينا موجودين والدولة شايفانا جدًا وبيمكنونا في المؤسسات العامة والخاصة بفضل اهتمامه، ومنها تعيني بأحد البنوك تنفيذًا لخطة تمكينا، ولأني أثبتت نفسي من خلال الاختبارات وبدون أي مساعدة» .. بهذه الكلمات تشير نعمات إلى حلمها الوحيد وهو حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وتشريفه حفل زفافها مؤكدة أن هذا أكبر امنتياتها حيث أرسلت طلبها على صفحة للرئاسة والمواقع الخاصة بها متمنيةً الاستجابة، ومختتمة: «هكون قد الدنيا طول ما الرئيس في الدنيا وحلمي الوحيد يحضر فرحي اللي حددناه يوم عيد ميلادي ويوم إجازة رسمية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى