اخبار عالميه

دور مظاهرات 27 فبراير 1962 في أجهاض مخططات فرنسا الإستعمارية

دور مظاهرات 27 فبراير 1962 في أجهاض مخططات فرنسا الإستعمارية
كتب لزهر دخان
وفقما جمعته وكالة أنباء الجزائر عن طريق مديريتها بولاية ورقلة ( أكدت شهادات حية لمجاهدين ممن شاركوا في المظاهرات الشعبية التي عرفتها مدينة ورقلة في 27 فبراير 1962 ).

دور مظاهرات 27 فبراير 1962 في أجهاض مخططات فرنسا الإستعمارية

أكدت على ( أن هذا الحدث التاريخي أجهض كافة مخططات الإستعمار المبيتة الرامية إلى ضرب وحدة التراب الجزائري.)

الشهادات المجموعة في هذا الصدد أدلى بها مجاهدون من الرعيل الأول لثورة تحرير الجزائر ،التي إنطلقت في الفاتح من نوفمبر 1954م .

وإستمرت سبعة سنوات ونصف نتج عنها إستقلال الوطن عن سلطة الإحتلال .
المجاهد محمد الحاج عبد القادر طواهير أحد الشهود الذي قال أنه كان واحدا ممن شاركوا في تلك المظاهرات التاريخية .

ونقلت عنه الوكالة شهادة حية ورد فيها (أن العدو الفرنسي تيقن بعد الانتفاضة الشعبية العارمة لسكان مدينة ورقلة وضواحيها أنه لا مجال لإثارة موضوع فصل الصحراء الجزائرية عن باقي أجزاء الوطن الأم بعدما لاحظ بأم عينيه أن المواطنين يمتلكون من الإرادة و العزيمة و الإصرار ما يجعلهم قادرين على التصدي بقوة لتلك المخططات الاستعمارية الدنيئة)

وتضيف الوكالة على لسان المجاهد طواهير الذي حدثها عن وقائع تلك المظاهرات الشعبية فذكر (أن عددا من المجاهدين قد أمضوا عشية تنظيمها ليلة بيضاء, وهم يقومون بالإعداد الجيد لها بما في ذلك تحضير الرايات الوطنية و اللافتات التي دونت عليها شعارات مناوئة للاستعمار وأخرى حاملة لشعارات مساندة للقيادة الثورية لجبهة التحرير الوطني.)

ووفق سي طواهير كان الجميع قد إمتثل مستجيباً (للتعليمات الصادرة عن قيادة جيش وجبهة التحرير الوطني و الممضاة من طرف الملازم الثاني محمد شنوفي وهي موجهة إلى شيوخ 14 مجلسا بلديا نظاميا بالمنطقة, وتم فيها إخطار المواطنين بالتجمع بالمكان المسمى ب”سوق الأحد” بوسط مدينة ورقلة, والقيام بمظاهرات شعبية عارمة مناهضة للإستعمار الفرنسي يوم 27 فبراير 1962 و ذلك بداية من الساعة الثامنة صباحا.)

ولم ينسى المجاهد طواهير دوره ودور رفاقه في الدفاع عن حودة التراب الوطني، فسرد القصة بدون نسيان .

وتمكن من الإلمام بكل ماحدث فقال أنه (و تبعا لذلك فقد كانت جموع غفيرة من المواطنين من مدينة ورقلة و ضواحيها حاضرة في الموعد المفترض أن يتزامن مع وصول الوفد الوزاري الفرنسي لمقر “عمالة الواحات” بغرض تمرير المخطط الفرنسي الهادف إلى إبقاء الصحراء الجزائرية تحت سيطرته وفصلها عن باقي التراب الوطني)
وتضيف الوكالة نقلا عن المجاهد المصدر( بعد ورود معلومات مؤكدة مفادها تأخير موعد قدوم الوفد الوزاري الفرنسي إلى المنطقة حتى الساعة الواحدة بعد الزوال من نفس اليوم تفرقت جموع المواطنين بسرعة كي لا ينكشف أمرها من طرف سلطات الإحتلال لتعود مرة أخرى و في اليوم نفسه تزامنا مع توقيت وصول الوفد الفرنسي, الذي حطت طائرته بمطار ورقلة, حيث كان ذلك بمثابة شرارة إنطلاق المظاهرات الشعبية العارمة التي رفع خلالها العلم الوطني و لافتات تضمنت شعارات منددة بسياسة فرنسا الإستعمارية في الجزائر .)

كذلك تذكر المجاهد مع الوكالة يوم ( صدحت حناجر المواطنين بعديد الهتافات من بينها ” الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية هي الممثل الوحيد للشعب الجزائري” “لا للإستعمار” و “لا لفصل الصحراء “)

وكانت للمجاهد الشاهد سي الطاهير مشاركته الفعالة في المظاهرات ،حيث إنبرى لحمل اللواء المحلي ممثلا في العلم الوطني الجزائري . وفي أشد لحظات المظاهرة دموية بُتر أحد أصابعه كما تعرض لجرح أخر بليغ الخطورة .

في شهادته قال أن القوات الفرنسية إستخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وإبعادهم عن ” عمالة الواحات ” المقر السلطوي الفرنسي حيث كان الوفد الفرنسي قد نزل .

قوبل العنف الفرنسي بعنف جزائري إستخدم فيه الجزائريون الحجارة والعصي ،وما وصلت له أيديهم من الأدوات الحديدية الحادة .

فرد عليهم الجنود الفرنسيين بالرصاص الحي (مما أدى إلى إستشهاد خمسة متظاهرين ) أولهم الشهيد الشطي الوكال. وتعرض العشرات من الزائريين الغاصبين لجروح متفاوتة الخطورة .

وفي شهادة اخرى حول نفس القضية أدلى بها المجاهد إبراهيم بوخطة الذي يشغل منصب، عضو الأمانة الولائية لمنظمة المجاهدين بورقلة.

وكذلك رئيس جمعية 27 فبراير 1962 م ،يقول فيها ( أن هذه المظاهرات الشعبية قد دعمت موقف المفاوض الجزائري سيما بعد أن وصلت المفاوضات بين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية و الوفد الفرنسي الذي كان يصر على فصل الصحراء عن باقي مناطق الوطن إلى طريق مسدود.)

وتحدث بوخطة حول المظاهرات واصفا إياها بكونها ( لم تكن تمثل ساكنة منطقة ورقلة أو الجنوب فحسب بل كانت تمثل ردة فعل كافة الشعب الجزائري) مضيفا وفقما نقلته ولخصته عن قوله “وأج”( أنها شكلت ضربة قاصمة للمستعمر الذي كان قد جلب معه حينها أربعين مؤسسة إعلامية لتكون شاهدة حسب إعتقاده أن سكان الصحراء يريدون البقاء في حالة إرتباط مع فرنسا غير أن الذي حدث كان العكس تماما)

وفي ختام قوله ترم بوخطة على قوافل الشهداء المقدمة في سبيل تخليص الوطن من الإستعمار ، وخاطب جيل الإستقلال سيما الشباب منهم (يدعوهم فيه إلى المحافظة على رسالة الشهداء و أن يكونوا خير خلف لخير سلف.)

من ناحية أخرى تأهبت ولاية ورقلة لتنظيم أنشطة تاريخية وثقافية إحياءً للذكرى رقم 59 لمظاهرات 27ال من فبراير 1962 م ، في الموافق ليوم السبت القادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى