خواطر وأشعار

سيدتى

سيدتى 

بقلم /أشرف فوزى

 

كيفَ ترديني أن أبرهن أن حضوركِ في الكون ،

مثل حضور المياهِ ،

ومثل حضور الشجرْ

وأنكِ زهرةُ دوار الشمسِ ..

دعيني أقولك بالصمتِ ..

حين تضيقُ العبارةُ عما أعاني ..

وحين يصيرُ الكلامُ مؤامرةً أتورط فيها .

وتغدو القصيدة آنيةً من حجر

تـُحبين .. أو لا تحبينَ ..

فلستُ أجيدُ القراءةَ في شفتيكِ ..

لكي أتنبأ في أيّ وقتٍ ..

سينفجرُ الماءُ تحت الرمالْ

وفي أيّ شهرٍ تكونينَ أكثرَ عُشباً ..

وأكثرَ خصباً ..

وفي أيّ يومٍ تكونينَ قابلةً للوصالْ

يا التي حبي لها

أمر من الله

وعيناها قضاء وقدر

أحبك جدا

وأعرف أن الكلام انتهى

وأن علي الذهاب

إلى ما وراء الكلام

فلا أنت مثل جميع النساء

ولا أنا.. ممن يقولون الكلمات

ياا مرأة

تتحدى جميع نصوصي

وأحتجإلى عشرات اللغات

لأنني أحبك

أدركت حريتي

وأدركت سر العلاقة

بين اكتشاف العيون

وبين اكتشاف الفضاء

لم تكن تبهرني الساعات السويسرية

المطعمة بالحجارة الكريمة.

متى يعرف صانعو الساعات يا حبيبتي

أن عينيك وحدهما

هما اللتان تصنعان الوقت

وترسمان خرائط الزمن

أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم

لمحوك تغتسلين في أحداقي

أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم

قرأوك في حبري وفي أوراقي

للحب رائحة .. وليس بوسعها

أن لا تفوح ..

حبك يا عميقة العينين

تطرف

تصوف

حبك مثل الموت والولادة

صعب بأن يعاد مرات

جميع ما قالوه عني .. صحيح

جميع ما قالوه عن سمعتي

في العشق والنساء … صحيح

لكنهم لم يعرفوا أنني

أنزف في حبك

أروع ما في حبنا أنه

ليس له عقل ولا منطق

أجمل ما في حبنا أنه

يمشي على الماء ولا يغرق

وكلما سافرت في عينيك يا حبيبتي

أحس أني أركب سجادة سحرية

فغيمة وردية ترفعني

وبعدها .. تأتي البنفسجية

أدور في عينيك يا حبيبتي

أدور مثل الكرة الأرضية ..

عبثا ما أكتب سيدتي

إحساسي أكبر من لغتي

وشعوري نحوك يتخطى

صوتي .. يتخطى حنجرتي

عبثا ما أكتب .. ما دامت

كلماتي .. أوسع من شفتي

أكرهها كل كتاباتي

مشكلتي أنك مشكلتي

إحساسي بك متناقض ، كإحساس البحر

ففي النهار ، أغمرك بمياه حناني

وأغطيك بالغيم الأبيض

وفي الليل …

أجتاحك كقبيلة من البرابرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى