مقال

ودق ناقوس الخطر .. بقلم نشوى فارس

ودق ناقوس الخطر

بقلم نشوي فارس

مصر الأصالة و العراقة، الأرض السمراء الطيبة، بلد الرجولة و الشهامة و الطيبة و الجدعنة و الأخلاق العربية الأصيلة التي نشأنا و تربينا عليها جميعا، لكن ماذا حدث لمجتمعاتنا و لأخلاقنا و عروبتنا و مصريتنا….؟

انتشرت في الآونة الأخيرة جرائم غريبة و محزنة و مخجلة لإنسانيتنا، تزايد لحالات الإنتحار، كل هذا كان غريبا على مجتمعنا المصري المحافظ الأصيل، حيث شهد هذا العام ابشع و أشرس الجرائم، من قتل للأزواج و الأبناء و الآباء و الأمهات و التناحر و القتل بين الأشقاء داخل العائلة الواحدة، و القتل للنفس التي حرم الله لأسباب تافهة، و قتل البلطجية و المتحرشين حتى لمن يدافعون عن شرفهم و شرف ذويهم، قتل الأهل و الأصدقاء بسبب المال و المشاجرات التي تؤدي إلى القتل و الإغتصاب و الإنتحار الذي انتشر مؤخرا داخل مجتمعنا و الوصول إلى أن يقوم الشخص بإنهاء حياته بنفسه، هذا غير الجرائم اللأخلاقية ضد الأطفال من عنف و اغتصاب و قتل، كل هذا يدخل بنا في عالم اللامعقول.

و لكن ما الأسباب وراء كل هذا اللامعقول….؟

توجد أسباب عامة تحدّث بها بعض الإستشاريين في الطب النفسي، منها انتشار المخدرات بصورها المختلفة، غياب الخطاب الديني الصحيح الذي يعتمد على تغيير السلوك و ليس كثرة المواعظ و انتشار العشوائيات التي تلعب دورا هاما في انتشار الجريمة.

لماذا أصبح القتل سهلا هكذا….؟

ذلك لإنتشار مشاهد العنف و القتل في الأعمال الدرامية بالتلفزيون و السينما و السوشيال ميديا، و اعتياد الأشخاص على مشاهدة مثل هذه المشاهد و تفاصيلها يساهم بشكل كبير في ارتكاب الجرائم.

كما توجد أسباب أيضا تتعلق بالبيئة المحيطة التي يعيش فيها الأشخاص و تكون عامل أساسي لإرتكاب الجرائم منها التلوث و الإزدحام و العشوائية التي تزيد من الغضب و العنف، الجهل و غياب التعليم الجيد و الثقافة و البيئة النظيفة و تدهور الأحوال الإقتصادية للأفراد ، كل هذا أيضا عامل أساسي و مهم لإنتشار الجرائم و سهولة ارتكابها.

و الأخطر في كل هذه الحالات هو قتل الآباء و الأمهات لأولادهم و ذلك يرجع لأسباب متعددة منها الحالة المادية و الظروف الحياتية و الإقتصادية الصعبة، و أيضا غياب التربية السليمة و الإضطرابات الشخصية العنيفة لهؤلاء الآباء و الأمهات.

فما الحل لما أصبحنا نعيش فيه….؟

يتطلب ذلك حلولا عديدة في كل الجوانب الحياتية.. تحسين التعليم،تحسين المنظومة الصحية، تنظيم العشوائيات و محاربة البلطجة و انتشار المخدرات بأنواعها، الإهتمام بتحسين الحالة الإقتصادية للأفراد ، الرجوع مرة أخرى لأصول التنشئة و التربية و الأخلاق و السلوكيات و العادات و التقاليد المصرية و العربية الأصيلة و الحد من مشاهد العنف و البلطجة و الجريمة في الدراما بكل أشكالها و انواعها، العودة مرة أخرى للدين الذي ابتعدنا عنه كثيرا و عودة الخطاب الديني الصحيح الذي يعدل السلوكيات و ليس فقط المواعظ والإرشادات.

جرس الإنذار يقرع بقوة…. ناقوس الخطر دق منذ زمن فهل مازال لدينا قلوب واعية و أذان صاغية…..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى