اخبار عالميه

عمران خان يُدافع عن الحجاب ويربط حوادث الاغتصاب في باكستان بابتذال ملابس النساء

 

 

كتب/السيد شحاتة

 

يذهب رئيس وزراء باكستان عمران خان، فيما يبدو، إلى الميل باتّجاه مُسايرة التيّارات الدينيّة المُتشدٌدة في بلاده، والتي كان قد استمع إلى مطالبها أو تهديداتها، بخصوص ضرورة فتح المساجد، حين كانت إصابات فيروس كورونا آخذة بالتصاعد المُرعب، لكن المساجد جرى فتحها أمام المُصلّين، درءًا لغضب شعبي إسلامي على وجه الخصوص

 

يُعيد خان ميله إلى الإسلاميين، حين أثار الجدل غربيّاً، بتعليق يتعلّق بأسباب الاغتصاب في بلاده، واللافت المُثير لرجل عاش في الغرب قبل تولّيه منصبه الحالي، أنه ربط الاغتصاب بملابس النساء، وهو تصريح يأتي في ظل عجز الحكومة عن التصدّي لحالات الاغتصاب المُتزايدة، والتي باتت تُؤرّق الشارع الباكستاني

 

خان، قال تحديدًا، بأن “الابتذال” في لباس النساء، هو وراء العنف الجنسي، وتبدو تصريحات الأخير، كأنها تبرير لتزايد الاغتصاب، ولعلّه رفع المسؤوليّة عن الحكومة بشكلٍ أو بآخر، والعاجزة وفق منظمات حقوقيّة، عن وقف الجرائم الجنسيّة ضد النساء في البلاد

 

وجاءت تصريحات خان الصادمة للبعض، خلال محادثة مباشرة له على التلفزيون الرسمي في برنامج “رئيس الوزراء معك”، وردًّا على سؤال متّصل عن إجراءات حكومة خان بخصوص تصاعد العنف الجنسي، ولتأتي إجابة خان لتحمّل النساء المسؤوليّة ولباسها، بل وتأكيده أنّ التدهور الإخلاقي يؤدّي إلى التحرّش الجنسي.

هذا المفهوم الذي صدر على لسان خان عدا أنه لقي انتقادات من لجنة حقوق الإنسان المستقلة في باكستان، بأنها غير مقبولة، ووصفتها بمُثيرة للخزي، تتماشى أيضاً، مع المفهوم الإسلامي المُتشدّد المُرتبط بفرضيّة الحلوى المكشوفة، وتجمّع الذباب عليها، وهي ذاتها التي كانن رائجة في مفاهيم السعوديّة الوهابيّة قبل الانفتاح الحالي، وهو مفهوم لا يُراعي حق النساء “المُتبرّجات” غير المُحجّبات، في عيش حياة خالية من التحرّش، وإن كانت جرائم التحرّش الجنسي لا تستني أحياناً حتى المحجّبات، ومصر فيها الكثير من تلك المشاهد مثالاً، وهي من أخطر الدول على النساء، مع تزايد التحرّش والاغتصاب فيها وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.

 

ودافع فعليّاً الرئيس خان في تصريحاته عن الحجاب، واعتبره مانعاُ للإغراء، وهو ما دفع بزوجتيه السابقتين للرد عليه، فقالت زوجته البريطانيّة السابقة الأولى جمايما سميث، حيث قالت بأنها تتمنّى أن يكون هذا التصريح اقتباساُ خاطئاً، وخان الذي تعرفه كان يقول إنّ وضع الحجاب واجب وضعه على عينيّ الرجل، وليس على المرأة.

أمّا زوجته السابقة الثانية ريهام خان، فقالت إنه كلما تحدّث عمران أقل، كان ذلك أفضل للجميع، كما اتّهمته بالترويج لثقافة الاغتصاب وتبريره.

وجرى مُطالبة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بتقديم الاعتذار، والتعهّد بأن تتعامل إدارته مع الاغتصاب كعمل عُنف.

ووفقاً لإحصاءات رسميّة، فإنّ باكستان يتم الإبلاغ فيها عن 11 حالة اغتصاب يوميّاً فيها، وهو رقم مُرعب، ويدق ناقوس الخطر، لكن الحكومة تنظر له باستخفاف، وتحميل الضحيّة المسؤوليّة، وهذا ما جرى فهمه من تصريحات خان.عمران خان يُدافع عن الحجاب ويربط حوادث الاغتصاب في باكستان بابتذال ملابس النساء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى