مقال

إرحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء

 

 

بقلم/سارة شحاتة

 

الرحمة كلمة جامعة لكل أنواع العطاء الإلهي هي الحياة التي نتمني أن يعيشها المجتمع ولولاها ماكان للحياة طعم

 

الرحمة عاطفة إنسانية راقية تحمل كل معاني الحب والصدق والحنان والإخلاص والتضحية فيها إنكار الذات والتسامح

 

فتتنوع شخصيات الناس وطبائعهم فمنهم غلاظ القلوب بحيث يكونون قساة التعامل وسوء الطباع مع الآخرين

 

بل قد يصل بهم الحال إلي العنف أحيانا فهم بعيدون كل البعد عن الرحمة واللين فقد ماتت قلوبهم وتحجرت مشاعرهم فماتت الرحمة في نفوسهم فأصحاب القلوب القاسية هم أبعد خلق الله عن الله

 

بعكس أصحاب القلوب التي ملكتها الرحمة وتغلبت عليها مشاعر الإنسانية وحب الخير للجميع ويكفي أن تكون منهم فهي مشتقة من الرحمن سبحانة وتعالي بل هي من صفات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد قال تعالي في محكم آياتة (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)

 

فالقرآن هنا يرشد خاتم المرسلين بالرحمة واللين وكذلك منهاج حياة للعباد إلي سلوك الرحمة في شتي أمورهم

 

وكان النبي الكريم ومن بعدة صحابتة الكرام يوصون بها عمالهم علي الأمصار وكذلك قادة جيوشهم في حروبهم

 

ونحن جميعا عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس تجعل منا بشرا نشعر بما يدور حولنا ونتأثر بما يوجع أرواحنا

 

هي عاطفة طبيعية قد تنمو وتقوي لأسباب خارجية فهي من أهم أنواع الركائز التي يقوم عليها المجتمع بجميع أفرادة يستشعرون من خلالها معني الوحدة والألفة

 

والأمر بسيط ولن يكلفك كثيرا فقد تكون إبتسامة في وجه بائس أو وردة في يد عاشق منكسر القلب أو قبله علي جبين طفل يتيم أو تبسمك في وجه أخيك كلها أشياء بسيطة ولكنها تضفي على النفس مزيدا من السعادة الروحية

 

فحري بك أن تكون سببا من أسباب سعادة أي إنسان في لحظة إنكسار فالرحمة هي حسن التعامل مع الآخرين بلين ومحبه وتعاطف

 

ولله مائة رحمة أمسك منها تسع وتسعون وأنزل واحدة بين جميع مخلوقاتة علي كافة أنواعهم بها يتعاطفون وبها يتراحمون

 

بل من دلائل قدرة وعظمة الله عندما ذكر الزواج لم يذكر سوي المودة والرحمة والسكن فالرحمة هي مفتاح البيوت

 

حتي وإن ضاقت بك السبل ومزق الشك قلبك وإستبد بك فكن علي يقين أن هناك بابا يفيض بالرحمة والمغفرة والهدي من الله

 

وكلما زاد قدر الرحمة التي تتعامل بها مع نفسك زادت قدرتك علي إستخدامها مع الآخرين فلو تراحم الناس فيما بينهم لما كان فيهم جائعاً أو فقيراً

 

وإذا نظرنا إلي المجتمع نجد أن الرحماء قليلون ولكنهم أوتاد الأرض وأركانها التي يحفظ الله الأرض ومن عليها ولن تقوم الساعة إلا حينما تنفذ الرحمة من القلوب

 

فكن رحيما تكن إنسانا بمعناها الواسع وهي إنسانية العطاء فإن وهبك الله إنسانيتك كاملة فستعطي كل ماتملك لمن لا يملك شيئا فهناك العديد ممن يدعون الإنسانية وهم بعيدون عنهاإرحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى