محافظات

ندوة لإعلام بورسعيد و مبادرة مدينتي أجمل للتوعية برعاية الإسلام لذوي الاحتياجات الخاصة

 

 

كتب : نيڤين بصلة

 

عقد مركز إعلام بورسعيد التابع للهيئة العامة للاستعلامات بالتعاون مع مبادرة مدينتى أجمل التابعة لمديرية التضامن الاجتماعي و مركز شباب الاستاد برئاسة الأستاذ عبد الرحمن بصلة ندوة في إطار تكريم أبطال بورسعيد من ذوي الاحتياجات الخاصة و أسرهم تحت عنوان ” رعاية الإسلام لذوي الاحتياجات الخاصة ” استضاف فيها فضيلة الشيخ ابراهيم لطفى السيد مدير عام الدعوة و الإعلام الديني بمديرية الأوقاف سابقاً بحضور الكابتن عادل عمر مدير مركز شباب الاستاد والأستاذة منى بركات وكابتن محمد عشرى مسئولي النشاط بالمركز و الأستاذة رشا كامل منسق عام مبادرة مدينتى أجمل وأدارت الندوة الأستاذة نيفين بصلة مسئول الإعلام التنموى بمركز إعلام بورسعيد .

وصرح الأستاذ عصام صالح مدير مركز إعلام بورسعيد بأن المركز يحرص دائماً على التوعية بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة و تكريم المجتمع لهم و أهمية نشر ثقافة التعامل الراقي مع تلك الفئة الهامة و قيام أجهزة الدولة و منظمات المجتمع المدني بتقديم كافة أشكال الدعم لهم و لذويهم وأن الإسلام اهتم بذوي الاحتياجات الخاصة اهتماماً كبيراً وحدد إطاراً عاماً لكيفية التعامل معهم وأعطاهم حقوقاً كثيرة .

واستهل الشيخ ابراهيم لطفى اللقاء بتهنئة الحاضرين بحلول شهر رمضان الكريم وان يستثمروا هذه الايام الكريمة المباركة بالتقرب الى الله بالطاعات والخيرات وصالح الاعمال.

وتحدث الشيخ ابراهيم مشيراً الى أن الإسلام أعطى ذوي الاحتياجات الخاصة حقوقهم واهتم بشأنهم فحرص على دمج المعاق في مجتمعه وأثبت لهم كثيراً من الحقوق فمن ذلك حق العيش باحترام وتقدير من الآخرين وحق التعلم قدر إمكاناته وحق الرعاية الصحية والاجتماعية وحق العمل في المجالات التي تعلمها وحق التملك وحق الزواج والإنجاب وحق المشاركة في الحديث والمناقشة والأخذ برأيه كلما أمكن ذلك وللإسلام نظرة خاصة في رعاية المرضى وذوي الاحتياجات تبدأ من التخفيف عليهم في بعض الالتزامات الشرعية وذلك كما في قوله تعالى «لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ»، وتنتهي ببث الأمل في نفوسهم ومراعاة حقوقهم الجسمانية والنفسية كما كان (صلى الله عليه وسلم) يدعو للمريض ويبشره بالأجر والمثوبة نتيجة المرض الذي لحق به فيهون بذلك عليه الأمر ويرضيه به وحرص على عدم جرح مشاعرهم والشواهد على ذلك كثيرة ولا أدل على ذلك من قصة الصحابي الجليل (إبن أم مكتوم) وهو رجل أعمى، حيث جاء إلى النبي (ص) وكان عنده أكابر القوم يدعوهم إلى الإسلام فأعرض عنه النبي، فنزلت في حقّه آيات عتاب رقيق للنبي (ص) حيث قال الله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى) ونلاحظ هنا أنه في هذه الآيات عاتب الله سبحانه وتعالى نبيه محمّد (ص) وهو أفضل خلقه والنموذج الفريد في الرحمة والتعاطف والإنسانية على إعراضه وعدم اهتمامه بإبن أم مكتوم، وفي ذلك إثبات للجميع أن ذوي الاحتياجات الخاصة هم جزء مهم من المجتمع، وأن رعايتهم والعناية بهم وتقديم الخدمات المتميزة لهم هي مبدأ إسلامي مهم من مبادئ وقِيَم الإسلام العظيمة الخالدة ويُذكر هنا أن بعد هذه الحادثة كان النبي (ص) يبسط رداءه لإبن أم مكتوم ويقول له مداعباً أهلاً بمن عاتبني فيه ربّي.

و أشار فضيلة الشيخ ابراهيم الى إن من أعظم صور العناية بذوي الاحتياجات الخاصة إتاحة الفرصة لهم ليقوموا بدورهم في الحياة الاجتماعية وأن يندمجوا مع مجتمعاتهم بشكل طبيعي فقد كان إبن أم مكتوم رضي الله عنه مؤذناً لرسول الله (ص) وهو أعمى كما واستخلفه رسول الله (ص ) على المدينة مرات كثيرة ليصلّي بهم ويرعى شؤونهم وهو أعمى.

وهناك أيضاً الصحابي عمرو بن الجموح حيث كان شديد العرج وكان له بنون أربع وكانوا يشهدون مع النبي (ص) المشاهد و الغزوات فلما كان يوم غزوة أحد أرادوا حبس أبيهم عن الخروج وقالوا له: قد عذرك الله فأتى عمرو بن الجموح رسول الله (ص) فقال: إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك فوالله إني أريد أن أطأ بعرجتي هذه الجنة، فقال الصادق المصدوق (ص): أما أنت فقد أعذرك الله فلا جهاد عليك، وقال لبنيه: ما عليكم ألا تمنعوه لعل الله يرزقه شهادة فأخذ عمرو بن الجموح سلاحه وخرج فلما صفت الصفوف استقبل القبلة وقال: اللهم أرزقني الشهادة ولا تردني إلى أهلي وقاتل فكان ممن قتل شهيداً يوم أحد فقال رسول الله (ص): والذي نفسي بيده أن منكم من لو أقسم على الله لأبره وإن عمرو بن الجموح منهم ولقد رأيته يطأ الجنة بعرجته وهكذا فإننا نرى بوضوح أن تقدير واحترام الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة هو توجه إسلامي وقيمة دينية كبرى حظي في ظلالها ذوي الاحتياجات الخاصة بكل مساندة ودعم وتقدير حتى وصل بعضهم إلى درجات كبيرة من العلم والمجد والنبوغ.

وفى نهاية اللقاء قامت أعضاء المبادرة بتكريم أبطال بورسعيد من ذوي الاحتياجات الخاصة الحاصلين على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية فى بطولة الجمهورية فى البطولات الاولمبية لذوى القدرات الخاصة وتوزيع الهدايا عليهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى