مقال

الصعود إلى القمم

الصعود إلى القمم

خالد ألسلامي

الصعود إلى القمم هدف مشروع يسعى إليه كل إنسان طموح في هذا المجتمع او غيره وفـي زماننا هذا وكل الأزمان وكلٌ يريد تحقيق غاية في نفسه عند وصوله إلى هذه القمة او تلك فهناك من الناس من يروم الوصول إلى القمة ليجعلها منصة أو منبرا أو وسيلة لخدمة الناس والمجتمع والوطن وهؤلاء الناس يكون حظهم بالوصول إلى هذه القمم ضئيل وصعب جدا لأنهم يرومون الوصول إليها بطرقهم النزيهة والسليمة وبالتدرج الصحيح الذي يعتمد علـى الإمكانية العلمية والخبرة ومدة الخدمة إضافة إلى حسن السلوك والخلق الجيد وهم نادرا مايصلون إليها في هذا الزمان وربما كل الأزمان لأنهم لا يلجؤون إلى الرشوة والمحسوبية والعلاقات الخاصة .

وعلى الجهة المقابلة الأخرى نجد البعض من الناس وهم كثر مع شديد الأسف يبتغون الوصول الى هذه القمم ليجعلوها وسيلة لخدمة أنفسهم ومصالحهم الخاصة والشخصية وجعلها طريقا لتسخير الناس لخدمتهم بدلا من خدمتهم للناس وهؤلاء يتشبثون بكل وسيلة للوصول الى تلك القمم سواء كانت شرعية أو غير ذلك وغالبا ماتكون طرقهم ملتوية وبعيدة عن الشرعية .

وكثيرا ممن يتسلقون هذه القمم بطرق ملتوية وغير شرعية تراهم يحاولون الاستهانة بمن هم بمعيتهم من المنتسبين لدائرة قد يتربعون على قمتها أو مجلس يرأسونه أو عشيرة يشيخون عليها بل والأدهى من ذلك يحاولون التقليل من شأن من يرون له القدرة على المنافسة بطرق شرعية لغرض إضعافهم وتشويه صورتهم إمام المسؤولين أولا وزملائهم ثانيا عن طريق التربص بهم ورصد أي خطأ أو سهو قد يقعون به وإيصاله إلى المسؤولين والاستهزاء بهم إمام زملائهم والمسؤولين وهذا شائع في مجتمعنا والمجتمعات الأخرى وخصوصا النامية منها لأننا تعودنا أن نصعد على أكتاف غيرنا بغض النظر عن الاستحقاق العلمي والأخلاقي والإمكانيات المهارية لهذا الموظف أو ذاك فنحن دائما نناضل لترئيس من يتملق لنا أو هو من أقاربنا أو أصدقائنا ولايهم المصلحة العامة وهذا لاينطبق على الدوائر الحكومية فقط وإنما على مجالات شالحياة الأخرى بما فيها القطاع الخاص وبعض شيوخ العشائر ورؤساء أفخاذها متناسين الحكمة العربية الشهيرة التي تقول ( ماطار طير وارتفع إلا كما طار وقع ) وصدق الأديب الفيلسوف الغربي ولسن مارلين حين قال ناصحا صاعدي القمم ( كن مهذبا مع من تصادفهم فـــي طريقك وأنت تصعد إلى القمة فانك ملاقيهم عند نزولك منها ) فان الصعود إلى القمم بالطرق الملتويـــة أعلاه قد يكون سهلا ولكن النزول منها ربما يكون أسهل بكثير لأنها لو دامت لغيرك لما وصلتك وعلينا أن ننتبه لهذا عند كل مرتبة نرتقي إليها ونراعي من نرتقي على حسابهم لأننا قد نعود معهم وربما دونهم وحينها نكون في نظرهم كما كانوا في نظرنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى