غير مصنف

اتق شر من أحسنت إليه

اتق شر من أحسنت إليه

خالد ألسلامي

   هي حكمة عظيمة قيلت وتزال تقال عند العرب وغيرهم وقد نكون غير متأكدين من قائلها ولكنها حكمة بالغة في معانيها ودلالاتها فهي ترشدنا إلى التأني بشدة عند اختيارنا للشخص الذي نتعامل معه إن لم يكن هذا الشخص مفروضا علينا بحكم مقعد دراسي أو زمالة عمل أو صدفة طريق أو ربما حتى قرابة ولكن عندما تكون لنا حرية الاختيار للشخص الذي نتعامل معه فعلينا أن لاننسى العودة إلى تلك الحكمة المليئة بالنصح والإرشاد لأننا قد نقع في شخص لايعرف معنىً للتعامل الصحيح الذي يُرضي الله تعالى ويُرضي الناس وإنما يعمل فقط وفق ما تسوّل له به نفسه المريضة وعلى النقيض من ذلك نجد من الأشخاص ممن يتحسب لكل خطوة يخطوها معك كي لايُخطئ أو ينسى معروفا قد عملته له في يوم من الأيام.

  وما يهمنا هنا هو الصنف الأول من الصنفان المذكوران في الفقرة أعلاه لان الصنف الآخر عندما تتعامل معه تكون مطمئناً جداً كونه يحسب الحساب لسمعته وأمانته وهو حريصٌ عليهما كل الحرص من أي جرح أو خدش قد يصيبهما من جراء أي تصرًف سئ وهذا النوع من الأشخاص مأمون جانبه ولا يخشى غدره وخديعته , لكن الذي نعنيه هنا هو من تحفظ غيبته وتتحمل مسؤوليته وربما تقوم مقامه في بعض الأحيان وقد تعمل كل مايمكنك عمله من اجل الإحسان إليه ولا تذكًره بما عملت من اجله لأنك تعمل لإرضاء الله عزًوجل أولا ثم ضميرك ثانيا وبكل حسن نية ولا تحتاج لان تمن على من تعتبره صاحبك بأية مِنة وإذا عمل ابسط شئ لك ظل يذكًرك به كلما اختلفت معه فيقول لك وأمام كل من يحضر حديثكما أنا عملت لك كذا وكذا وهذا العمل الذي يتغزل به لو تعده بين الأعمال لايكون له ذكر تجاه أعمال الرجال اللذين يتحملون عمل الخير بكل صمت ودون التبجح به أمام الناس والتشهير بمن عُمل له ذلك الخير .

   إن الخيرين كثر والحمد لله ولكن السيئين ورغم قلتهم إلا أنهم بحكم حبهم للمال والجاه ومحاولاتهم للوصول إليهما فأنهم قد يؤذون الناس الخيرين بغدرهم ووسائلهم الدنيئة لان غاياتهم يجب أن تتحقق ولو بأرذل الوسائل فالغاية عندهم تبرر الوسيلة ولا يهمهم أن يسحقوا حتى من أحسن إليهم وقد تسمع منهم تلك المقولة التي تصدرت مقالنا هذا وهي التي تقول (اتق شر من أحسنت إليه) وأنت لا تعرف ما الإحسان الذي أحسنوا به إليك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى